الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ } * { أَمْ لَهُم مُّلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ } * { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ } * { وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ } * { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } * { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } * { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ } * { ٱصْبِر عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } * { إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ } * { وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ } * { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ } * { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ }

{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ } يقول أبأيديهم النبوة والكتب فيعطون من شاؤوا وهو العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن الوهاب وهب النبوة والكتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم { أَمْ لَهُم } ألهم { مٌّلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } مقدرة على السموات والأرض { وَمَا بَيَنَهُمَا } من الخلق والعجائب { فَلْيَرْتَقُواْ } فليصعدوا { فِى ٱلأَسْبَابِ } في أبواب السموات إن كانت لهم مقدرة ذلك فلينظروا أأنزل عليه النبوة والكتاب أم لا { جُندٌ } هم جند { مَّا هُنَالِكَ } عندما أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر { مَهْزُومٌ } مقتول مغلوب فقتلوا يوم بدر { مِّن ٱلأَحَزَابِ } من الكفار كفار مكة { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } قبل قومك يا محمد { قَوْمُ نُوحٍ } نوحاً { وَعَادٌ } قوم هود هوداً { وفِرْعَوْنُ } موسى { ذُو ٱلأَوْتَادِ } صاحب الملك الثابت ويقال صاحب العذاب بالأوتاد إنما سمي ذا أوتاد لأنه كان إذا غضب على أحد وتده بأربعة أوتاد { وَثَمُودُ } قوم صالح صالحاً { وَقَوْمُ لُوطٍ } لوطاً { وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ } الغيضة وهم قوم شعيب كذبوا شعيباً { أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ } الكفار { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ } يقول كل هؤلاء كذبوا الرسل كما كذبك قريش { فَحَقَّ عِقَابِ } فوجبت عليهم عقوبتي { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ } قومك إن كذبوك { إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً } لا تثني وهي نفخة البعث { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } من نظرة ولا رجعة { وَقَالُواْ } يعني كفار مكة حين ذكر الله في كتابهفأما من أوتي كتابه بيمينه } [الحاقة:19]وأما من أوتي كتابه بشماله } [الحاقة: 25] { رَبَّنَا } يا ربنا { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } يعنون كتابنا أي صحيفة أعمالنا { قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ } حتى نعلم ما فيها { ٱصْبِر } يا محمد { عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } من التكذيب { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ } يقول اذكر لهم خبر عبدنا داود { ذَا ٱلأَيْدِ } ذا القوة بالعبادة { إِنَّهُ أَوَّابٌ } مطيع لله مقبل إلى طاعة الله { إِنَّا سَخَّرْنَا } ذللنا { ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ } معه { بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ } غدوة وعشية { وَٱلطَّيْرَ } وسخرنا له الطير { مَحْشُورَةً } مجموعة { كُلٌّ لَّهُ } الطير والجبال { أَوَّابٌ } مطيع لله { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } بالحرس وكان يحرس كل ليلة محرابه ثلاثة وثلاثون ألف رجل { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { ٱلْحِكْمَةَ } النبوة { وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ } القضاء كان لا يتعتع في الكلام عند القضاء يقضي بالبينة واليمين البينة على الطالب واليمين على المطلوب { وَهَلْ أَتَاكَ } ما أتاك ثم أتاك يا محمد { نَبَأُ ٱلْخَصْمِ } خبر الخصم خصم داود { إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ } نزلوا عليه من فوق المحراب { إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ } داود { قَالُواْ } يعني الملكين اللذين دخلا عليه يا داود { لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ } نحن خصمان { بَغَىٰ } تطاول وظلم { بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } بالعدل { وَلاَ تُشْطِطْ } لا تمل ولا تجر { وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } دلنا إلى الصواب.