الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } * { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } * { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } * { رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } * { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } * { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ } * { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } * { فَسَجَدَ ٱلْمَلاَئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } * { إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ } * { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } * { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } * { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } * { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } * { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } * { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { قَالَ فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ } * { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } * { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ }

{ وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ } في النار { رِجَالاً } يعنون فقراء المؤمنين { كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ } من السفلة والفقراء { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً } سخرناهم في الدنيا { أَمْ زَاغَتْ } مالت { عَنْهُمُ ٱلأَبْصَـارُ } أبصارنا فلا نراهم { إِنَّ ذَلِكَ } الذي ذكرت من خبر أهل النار { لَحَقٌّ } صدق { تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } كلام أهل النار بالخصومة بعضهم مع بعض { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ } رسول مخوف { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ } بلا ولد ولا شريك { ٱلْقَهَّارُ } الغالب على خلقه { رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ } خالق السموات { وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { ٱلْعَزِيزُ } هو العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْغَفَّارُ } لمن تاب وآمن به { قُلْ } يا محمد { هُوَ } يعني القرآن { نَبَأٌ } خبر { عَظِيمٌ } كريم شريف فيه خبر الأولين والآخرين { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } مكذبون به تاركون له { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } يعني الملائكة لو لم أكن رسولاً { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } إذ يتكلمون حين قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها الآية { إِن يُوحَىٰ } ما يوحى { إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { مُّبِينٌ } بلغة تعلمونها ثم بين خصومة الملائكة فقال اذكر يا محمد لهم { إِذْ قَالَ } قد قال { رَبُّكَ لِلْمَلاَۤئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ } يعني آدم { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } جمعت خلقه { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } جعلت الروح فيه { فَقَعُواْ لَهُ } فخروا له { سَاجِدِينَ فَسَجَدَ ٱلْمَلاَۤئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } لآدم { إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ } تعظم عن السجود لآدم { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } صار من الكافرين بإبائه عن أمر الله { قَالَ } الله له { يَٰإِبْلِيسُ } يا خبيث { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } صورت بيدي { أَسْتَكْبَرْتَ } عن السجود لآدم { أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ } من المخالفين لأمري { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } فالنار تأكل الطين فلذلك لم أسجد له { قَالَ } الله له { فَٱخْرُجْ مِنْهَا } من صورة الملائكة ويقال من الأرض { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } ملعون مطرود من رحمتي وكرامتي { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ } عذابي وسخطي ويقال أجلاه الله إلى جزائر البحر ولا يدخل فيها إلا كهيئة السارق وعليه أطمار يروغ فيها { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } يوم الحساب { قَالَ } إبليس { رَبِّ } يا رب { فَأَنظِرْنِيۤ } فأجلني { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } من القبور أراد الخبيث أن لا يذوق الموت { قَالَ } الله { فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } المؤجلين { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } إلى النفخة الأولى { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ } فبنعمتك وقدرتك { لأُغْوِيَنَّهُمْ } لأضلنهم عن دينك وطاعتك { أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ } من بني آدم { ٱلْمُخْلَصِينَ } المعصومين مني { قَالَ } الله له { فَٱلْحَقُّ } يقول أنا الحق { وَٱلْحَقَّ } يقول وبالحق { أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ } ومن ذريتك { وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } من بني آدم { أَجْمَعِينَ } جميع من أطاعك بالدين { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد والقرآن { مِنْ أَجْرٍ } من جعل ورزق { وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } من المختلفين من تلقاء نفسي { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { لِّلْعَالَمِينَ } للجن والإنس { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ } خبر القرآن وما فيه من الوعد والوعيد { بَعْدَ حِينِ } بعد الإيمان ويقال بعد الموت فمنهم من علم بعد الإيمان وهم المؤمنون ومنهم من علم بعد الموت وهم الكفار أن ما قال الله في القرآن هو الحق.