الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } * { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } * { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } * { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } * { هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } * { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } * { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } * { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } * { هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } * { وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } * { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } * { قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } * { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ }

{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ } خليل الرحمن { وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي } القوة في العبادة لله { وَٱلأَبْصَارِ } في الدين { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ } اختصصناهم { بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } يقول بخالصة ذكر الله وذكر الآخرة { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } المختارين في الدنيا بالنبوة والإسلام الأخيار عند الله يوم القيامة { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ } ابن عم إلياس { وَذَا ٱلْكِفْلِ } الذي كفل وضمن أشياء لقوم فوفاها ويقال تكفل لله بشيء فوفاه ويقال كفل مائة نبي فكان يطعمهم حتى نجاهم الله من القتل وكان رجلاً صالحاً ولم يكن نبياً { وَكُلٌّ } كل هؤلاء { مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } عند الله { هَـٰذَا ذِكْرٌ } ذكر الصالحين ويقال في هذا القرآن خبر الأولين والآخرين { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك و الفواحش { لَحُسْنَ مَآبٍ } مرجع في الآخرة ثم بين مستقرهم في الآخرة فقال { جَنَّاتِ عَدْنٍ } معدن الأنبياء والصالحين { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } يوم القيامة { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } جالسين على السرر في الحجال ناعمين في الجنة { يَدْعُونَ فِيهَا } يسألون في الجنة { بِفَاكِهَةٍ } بألوان الفاكهة { كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } وألوان الشراب { وَعِندَهُمْ } في الجنة جوار { قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } غاضات العين قانعات بأزواجهن { أَتْرَابٌ } مستويات في السن والميلاد يقول الله لهم { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } إذ أنتم في الدنيا { لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } يوم القيامة { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا } طعامنا ونعيمنا لهم { مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } من فناء ولا انقطاع { هَـٰذَا } للمؤمنين { وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ } للكافرين أبي جهل وأصحابه { لَشَرَّ مَآبٍ } مرجع في الآخرة { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها يوم القيامة { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } الفراش والقرار لهم النار { هَـٰذَا } للكافرين { فَلْيَذُوقُوهُ } عذاب جهنم { حَمِيمٌ } ماء حار قد انتهى حره { وَغَسَّاقٌ } زمهرير يحرقهم كما تحرقهم النار { وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ } من نحو الحميم والغساق { أَزْوَاجٌ } ألوان العذاب فيدخلهم الله النار الأول فالأول فكلما دخلت أمة أمنت أختها التي دخلت قبلها فيقول الله لأول أمة دخلت النار { هَـٰذَا فَوْجٌ } جماعة { مُّقْتَحِمٌ } داخل { مَّعَكُمْ } النار فيقول أول الأمة لآخر الأمة { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } لا وسع الله عليهم { إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } داخلوا النار { قَالُواْ } آخر الأمة { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } لأوسع الله عليكم { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ } شرعتموه { لَنَا } هذا الدين فاقتدينا بكم { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } المنزل لنا ولكم { قَالُواْ } الأول والآخر { رَبَّنَا } يا ربنا { مَن قَدَّمَ لَنَا } من شرع لنا { هَـٰذَا } الدين يعنون إبليس وسائر الرؤساء { فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } مما علينا.