الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } * { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } * { رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } * { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } * { فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } * { وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } * { وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ } * { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } * { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

{ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ } بعد الظهر { ٱلصَّافِنَاتُ } الخيل العراب الخوالص { ٱلْجِيَادُ } السراع ويقال الصافنات هو الفرس إذا قام بثلاث قوائم ورفع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ } اخترت المال { عَن ذِكْرِ رَبِّي } على طاعة ربي { حَتَّىٰ تَوَارَتْ } الشمس { بِٱلْحِجَابِ } بجبل قاف { رُدُّوهَا عَلَيَّ } ما عرض علي فردوها { فَطَفِقَ } عمد { مَسْحاً بِٱلسُّوقِ } ضرب سوقهن { وَٱلأَعْنَاقِ } وأعناقهن ويقال فطفق مسحاً بالسوق والأعناق حتى توارت بالحجاب حتى غابت الشمس وذهبت منه صلاة العصر فمن أجل ذلك فعل ما فعل { وَلَقَدْ فَتَنَّا } ابتلينا { سُلَيْمَانَ } بذهاب ملكه أربعين يوماً بقدر ما عبد الصنم في بيته مكان كل يوم يوماً { وَأَلْقَيْنَا } أجلسنا { عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً } شيطاناً { ثُمَّ أَنَابَ } ثم رجع إلى ملكه وإلى طاعة ربه وتاب من ذنبه { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي } ذنبي { وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي } لا يصلح { لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ } ويقال لا يسلب فيما بقي كما سلب المرة الأولى { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } بالملك والنبوة لمن شئت { فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ } بعد ذلك { تَجْرِي بِأَمْرِهِ } بأمر الله ويقال بأمر سليمان { رُخَآءً } لينة { حَيْثُ أَصَابَ } أراد { وَٱلشَّيَاطِينَ } وسخرنا له الشياطين { كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } في قعر البحر.

{ وَآخَرِينَ } من غيرهم { مُقَرَّنِينَ } مصفدين مسلسلين { فِي ٱلأَصْفَادِ } في أغلال الحديد وهم المردة من الشياطين الذين لا يبعثهم إلى عمل إلا انقلبوا { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا } ملكنا يا سليمان ملكناك على الشياطين { فَٱمْنُنْ } على من شئت من المتمردين وخل سبيلهم من الغل { أَوْ أَمْسِكْ } احبس في الغل { بِغَيْرِ حِسَابٍ } من غير أن تحاسب وتأثم بذلك { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ } قربى في الدرجات { وَحُسْنَ مَآبٍ } مرجع في الآخرة { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ } اذكر لكفار مكة خبر عبدنا { أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } دعا ربه { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ } أصابني من تسليطك الشيطان علي { بِنُصْبٍ } تعب وعناء { وَعَذَابٍ } بلاء ومرض فقال له جبريل يا أيوب { ٱرْكُضْ } اضرب { بِرِجْلِكَ } على الأرض فضرب فخرج منها عين فقال له جبريل { هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ } اغتسل منه فاغتسل منه فالتأم ما به ثم قال له اضرب ضربة أخرى فضرب فخرج منها عين أخرى فقال له جبريل { بَارِدٌ وَشَرَابٌ } أي وهذا شراب بارد عذب اشرب منه فشرب فالتأم ما في جوفه { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ } الذين أهلكناهم { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } في الآخرة ويقال في الدنيا { رَحْمَةً مِّنَّا } نعمة منا عليه { وَذِكْرَىٰ } عظة { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لذوي العقول من الناس { وَخُذْ بِيَدِكَ } يا أيوب { ضِغْثاً } قبضة من سنبل فيها مائة سنبلة { فَٱضْرِب بِّهِ } امرأتك رحمة بنت يوسف الصديق { وَلاَ تَحْنَثْ } لا تأثم في يمينك وكان قبل ذلك حلف بالله لئن شفاه الله ليجلدنها مائة جلدة في سبب كلام تكلمت به لم يرض الله به { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً } على البلاء { نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } مطيع لله مقبل إلى طاعة الله.