الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ } * { وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } * { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } * { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } * { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } * { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } * { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ } * { وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ } * { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } * { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ أَلاَ إِنَّهُم } بل إنهم { مِّنْ إِفْكِهِمْ } من تكذيبهم { لَيَقُولُونَ وَلَدَ ٱللَّهُ } حيث قالوا الملائكة بنات الله { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } في مقالتهم { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ } اختار الإناث { عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } على الذكور { مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } بئسما تقضون لأنفسكم ترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أفلا تتعظون بما يقولون { أَمْ لَكُمْ } يا أهل مكة { سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } كتاب بين فيه أن الملائكة بنات الله { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن الملائكة بنات الله { وَجَعَلُواْ } كفار مكة بنو مليح { بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } بين الله وبين الملائكة نسباً حيث قالوا الملائكة بنات الله ويقال نزلت في الزنادقة حيث قالوا إبليس لعنه الله مع الله شريك خالق الخير وإبليس خالق الشر { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ } الملائكة { إِنَّهُمْ } يعني كفار مكة بني مليح { لَمُحْضَرُونَ } معذبون في النار { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { عَمَّا يَصِفُونَ } عما يقولون من الكذب { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } في العبادة والتوحيد فإنهم لا يكذبون على الله ويقال إنهم لمحضرون لمعذبون إلا عباد الله المخلصين المعصومين من الكفر والشرك والفواحش { فَإِنَّكُمْ } يا أهل مكة { وَمَا تَعْبُدُونَ } من دون الله { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } على عبادته { بِفَاتِنِينَ } بمضلين { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } داخل النار معكم وهو إبليس ويقال إلا من قدرت عليه أنه داخل النار معكم { وَمَا مِنَّآ } قال جبريل عليه السلام وما منا { إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } معروف في السماء { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } في الصلاة { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ } المصلون { وَإِن كَانُواْ } وقد كان أهل مكة { لَيَقُولُونَ } قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم إليهم { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } رسولاً مثل رسل الأولين كما كان للأولين { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } الموحدين { فَكَفَرُواْ بِهِ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن حين جاءهم { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بهم عند الموت وفي القبر ويوم القيامة { وَلَقَدْ سَبَقَتْ } وجبت { كَلِمَتُنَا } بالنصرة والدولة { لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } بالحجة والعذر { وَإِنَّ جُندَنَا } الرسل والمؤمنين { لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } بالحجة والعدد إلى يوم القيامة { فَتَوَلَّ } فأعرض يا محمد { عَنْهُمْ } عن كفار مكة { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى وقت هلاكهم يوم بدر { وَأَبْصِرْهُمْ } أعلمهم عذاب الله { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } يعلمون ماذا يفعل بهم { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } أفبمثل عذابنا يستعجلون قبل أجله { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } فبئس الصباح لمن أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا { وَتَوَلَّ } أعرض { عَنْهُمْ } يا محمد { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى وقت هلاكهم يوم بدر { وَأَبْصِرْ } اعلم { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } يعلمون ماذا يفعل بهم { سُبْحَانَ رَبِّكَ } نزه نفسه عن الولد والشريك { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } المنعة والقدرة { عَمَّا يَصِفُونَ } يقولون من الكذب { وَسَلاَمٌ } منا سلامة { عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } بتبليغهم الرسالة { وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر والوحدانية لله بنجاة الرسل وهلاك قومهم { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الإنس والجن.