الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } * { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } * { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } * { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } * { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } * { وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } * { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ } * { دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } * { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } * { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } * { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } * { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ } * { وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ } * { وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } * { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } أقسم الله بالملائكة الذين في السماء صفوفاً كصفوف المؤمنين في الصلاة { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } أقسم بالملائكة الذين يزجرون السحاب ويؤلفونه { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً } أقسم بالملائكة قرأة الكتاب ويقال أقسم بقرأة القرآن { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك ولهذا كان القسم إن إلهكم يا أهل مكة لواحد بلا ولد ولا شريك { رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خالق السموات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلائق والعجائب { وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } مشارق الشتاء والصيف { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } الأولى { بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } يقول زينت بالكواكب { وَحِفْظاً } يقول حفظت بالنجوم { مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } متمرد شديد { لاَّ يَسَّمَّعُونَ } لكي لا يسمعوا { إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } إلى كلام الملائكة يعني الحفظة فيما يكون بينهم { وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ } يرمون من كل ناحية يصعدون إليها { دُحُوراً } يدحرون عن السماء واستماع كلام الملائكة { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } دائم بالنجوم ويقال في النار { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ } إلا من اختلس خلسة واستمع استماعاً إلى كلام الملائكة { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } يلحقه نجم مضيء يحرقه { فَٱسْتَفْتِهِمْ } سل أهل مكة { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } بعثاً { أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } قبلهم من الملائكة وسائر الخلق { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ } من آدم وآدم من طين { لاَّزِبٍ } لاصق { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمد من تكذيبهم إياك { وَيَسْخَرُونَ } بك وبكتابك { وَإِذَا ذُكِّرُواْ } وعظوا بالقرآن { لاَ يَذْكُرُونَ } لا يتعظون { وَإِذَا رَأَوْاْ } أهل مكة { آيَةً } علامة مثل انشقاق القمر وكسوف الشمس { يَسْتَسْخِرُونَ } يهزؤون بها { وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ } ما هذا الذي أتانا به محمد عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } كذب بين { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا } صرنا { تُرَاباً وَعِظَاماً } بالية { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } لمحيون بعد الموت قل لهم يا محمد نعم قالوا { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } الأقدمون مثلنا { قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ } وهم { دَاخِرُونَ } صاغرون ذليلون { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } نفخة واحدة وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُمْ } قيام من القبور { يَنظُرُونَ } ماذا يؤمرون به { وَقَالُواْ } إذا قاموا من القبور { يَٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } يوم الحساب فتقول لهم الملائكة { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } يوم القضاء بينكم وبين المؤمنين { ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ } في الدنيا { تُكَذِّبُونَ } أنه لا يكون.