الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } * { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } * { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } * { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } * { قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ } * { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ } * { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ لِّيُنذِرَ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { مَن كَانَ حَيّاً } من كان له عقل { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } يجب القول بالسخط والعذاب { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } كفار مكة فلا يؤمنون بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أو لم يخبروا { أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم } لأهل مكة { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } مما خلقنا لهم بقدرتنا بكن فكان { أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } ضابطون مالكون عليها { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } سخرناها لهم { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } منها ما يركبون { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } ومن لحومها يأكلون { وَلَهُمْ } يعني لأهل مكة { فِيهَا } في الأنعام { مَنَافِعُ } في حملها وكسبها { وَمَشَارِبُ } من ألبانها { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } من فعل بهم ذلك فيؤمنوا به { وَٱتَّخَذُواْ } عبدوا كفار مكة { مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً } أصناماً { لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون من عذاب الله { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } لا يستطيع الآلهة منع عذاب الله عنهم { وَهُمْ } يعني كفار مكة { لَهُمْ } بالباطل الأصنام { جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } كالعبيد قيام بين أيديهم { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } تكذيبهم يا محمد { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } من المكر والخيانة { وَمَا يُعْلِنُونَ } من العداوة { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ } أو لم يعلم أبي بن خلف { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ } منتنة ضعيفة { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } رجل جدل بالباطل { مٌّبِينٌ } ظاهر الجدال { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً } وصف لنا مثلاً بالعظام { وَنَسِيَ خَلْقَهُ } ترك ذكر خلقه الأول { قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } تراب بالية { قُلْ } له يا محمد { يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ } خلقها { أَوَّلَ مَرَّةٍ } من النطفة { وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ } بخلق كل شيء { عَلِيمٌ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً } غير العذاب { فَإِذَآ أَنتُم } يا أهل مكة { مِّنْه تُوقِدُونَ } تقدحون منه النار { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ } يحيي { مِثْلَهُم بَلَىٰ } قادر على ذلك { وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ } الباعث { ٱلْعَلِيمُ إِنَّمَآ أَمْرُهُ } في البعث { إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً } إذا أراد أن يكون البعث فيكون البعث { أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } قيام الساعة { فَسُبْحَانَ } نزه نفسه { ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } خزائن كل شيء وخلق كل شيء { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.