الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } * { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } * { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } * { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } * { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } * { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }

{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أهل الجنة { ٱليَوْمَ } وهو يوم القيامة { فِي شُغُلٍ } عما فيه أهل النار { فَاكِهُونَ } معجبون بافتضاضهم الأبكار ويقال ناعمون إن قرأت بالألف { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ } حلائلهم { فِي ظِلاَلٍ } في ظل الشجر { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } على السرر في الحجال { مُتَّكِئُونَ } جالسون { لَهُمْ فِيهَا } في الجنة { فَاكِهَةٌ } ألوان الفواكه { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } ما يسألون ويشتهون { سَلاَمٌ قَوْلاً } يسلمون عليهم سلاماً { مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ } يقول الله لهم تفرقوا اليوم { أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون فميزهم الله من المؤمنين ويقول لهم { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } ألم أقدم إليكم في الكتاب مع الرسول { يَٰبَنِيۤ آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } لا تطيعوا الشيطان { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي } وحدوني { هَـٰذَا } التوحيد الذي أمرتكم { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين حق مستقيم { وَلَقَدْ أَضَلَّ } الشيطان { مِنْكُمْ } يا بني آدم { جِبِلاًّ } خلقاً { كَثِيراً } قبلكم { أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } تعلمون ما صنع بهم فلا تقتدوا بهم { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا { ٱصْلَوْهَا } ادخلوها { ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } تجحدون بها وبالكتاب والرسل { ٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ } نمنع ألسنتهم عن الكلام بعد ما أنكروا { وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ } بما بطشوا بها { وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ } بما مشوا بها وتشهد جوارحهم { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يعملون من الشر { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ } لفقأنا أعين ضلالتهم { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ } فأبصروا الطريق { فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } من أين يبصرون ولم تفقأ عين ضلالتهم { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ } قردة وخنازير { عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ } في منازلهم في ديارهم { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً } ذهاباً ولا مجيئاً { وَلاَ يَرْجِعُونَ } في ديارهم إلى الحال الأول { وَمَن نّعَمِّرْهُ } نمهله في العمر { نُنَكِّـسْهُ } نحططه { فِي ٱلْخَلْقِ } في الخلق الأول حتى صار كأنه طفل لا لحي له ولا أسنان ولا قوة يبول ويتغوط كالطفل { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } أفلا يصدقون بذلك { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } ما يصلح له الشعر { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } مبين بالحلال والحرام والأمر والنهي.