الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } * { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وَآيَةٌ لَّهُمْ } عبرة وعلامة لأهل مكة { أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ } في أصلاب آبائهم حين حمل الآباء والذرية { فِي ٱلْفُلْكِ } في سفينة نوح { ٱلْمَشْحُونِ } الموقرة ويقال المجهزة المملوءة التي فرغ من جهازها التي لم يبق لها إلا رفعها { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ } من مثل سفينة نوح { مَا يَرْكَبُونَ } من الزواريق والإبل { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ } في البحر { فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ } فلا مغيث لهم من الغرق { وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } يجارون من الغرق { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا } نعمة منا تنجيهم من الغرق { وَمَتَاعاً } أجلاً { إِلَىٰ حِينٍ } إلى وقت موتهم وهلاكهم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } لأهل مكة قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم { ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } من أمر الآخرة فآمنوا بها واعملوا لها { وَمَا خَلْفَكُمْ } من أمر الدنيا فلا تغتروا بها وبزهوها { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا في الآخرة فلا تعذبوا { وَمَا تَأْتِيهِم } كفار مكة { مِّنْ آيَةٍ } من علامة { مِّنْ آيَاتِ } علامات { رَبِّهِمْ } مثل انشقاق القمر وكسوف الشمس ومحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا } بها { مُعْرِضِينَ } مكذبين { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } لأهل مكة قال لهم فقراء المؤمنين { أَنفِقُواْ } تصدقوا على الفقراء { مِمَّا رِزَقَكُمُ ٱلله } أعطاكم الله { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } لفقراء المؤمنين { أَنُطْعِمُ } أنتصدق { مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ } على من لو يشاء الله { أَطْعَمَهُ } رزقه { إِنْ أَنتُمْ } ما أنتم يا معشر المؤمنين ويقال قال لهم المؤمنون إن أنتم ما أنتم { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في خطأ بين ويقال نزلت هذه الآية في زنادقة قريش { وَيَقُولُونَ } كفار مكة { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا يا محمد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت { مَا يَنظُرُونَ } ما ينتظر قومك بالعذاب إذ كذبوك { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } وهي النفخة الأولى { تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } يتنازعون في السوق { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } وصية ويقال كلاماً { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } من السوق ويقال ولا إلى أهلهم يرجعون يحيرون الجواب { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ } من القبور { إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } يخرجون { قَالُواْ } بعد ما خرجوا من القبور يعني الكفار { يَٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا } من نبهنا { مِن مَّرْقَدِنَا } من منامنا فيقول بعضهم لبعض { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } في الدنيا ويقال تقول لهم الملائكة يعني الحفظة هذا ما وعد الرحمن على ألسنة الرسل في الدنيا { وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } بالبعث بعد الموت { إِن كَانَتْ } ما كانت { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } نفخة واحدة وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا } عندنا { مُحْضَرُونَ } للحساب { فَٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد { وَلاَ تُجْزَوْنَ } في الآخرة { إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون في الدنيا.