الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } * { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } * { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } * { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ } * { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } * { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } * { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }

{ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ } بهلاكهم { مِن بَعْدِهِ } من بعد ما قتلوه { مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بملائكة من السماء { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } عليهم الملائكة ويقال ما أرسلنا إليهم الرسل من بعد قتله { إِن كَانَتْ } ما كانت { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } من جبريل أخذ جبريل بعضادتي الباب فصاح فيهم صيحة واحدة { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } ميتون لا يتحركون { يَٰحَسْرَةً } أي حسرة وندامة تكون { عَلَى ٱلْعِبَادِ } يوم القيامة بما لم يؤمنوا { مَا يَأْتِيهِمْ } لم يأتهم { مِّن رَّسُولٍ } رسول { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون ويسخرون به وأخذوا هؤلاء الرسل وقتلوهم ودسوهم في بئر { أَلَمْ يَرَوْاْ } ألم يخبر كفار مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } من الأمم الخالية { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } إلى يوم القيامة { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا } ما كل إلا { جَمِيعٌ } يقول القرون كلهم جميع { لَّدَيْنَا } عندنا { مُحْضَرُونَ } للحساب والميم ها هنا صلة { وَآيَةٌ لَّهُمُ } عبرة وعلامة لأهل مكة { ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ } بالنبات { أَحْيَيْنَاهَا } بالمطر { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا } أنبتنا فيها { حَبّاً } الحبوب كلها { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا } في الأرض { جَنَّاتٍ } بساتين { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } يعني الكروم { وَفَجَّرْنَا } شققنا { فِيهَا } في الأرض { مِنَ ٱلْعُيُونِ } الأنهار { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ } من ثمر النخل { وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } ما أنبتته أيديهم ويقال ما غرست أيديهم { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } من فعل بهم ذلك فيؤمنوا به { سُبْحَانَ } نزه نفسه { ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ } الأصناف { كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ } الحلو والحامض وغير ذلك { وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } أصنافاً ذكراً وأنثى { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } في البر والبحر أصنافاً { وَآيَةٌ لَّهُمُ } عبرة وعلامة لأهل مكة { ٱلْلَّيْلُ } المظلم { نَسْلَخُ مِنْهُ } نذهب عنه { ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } في الليل { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } منازلها ويقال تجري ليلاً ونهاراً لا مستقر لها { ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } تدبير العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْعَلِيمِ } بخلقه وتدبيرهم { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } جعلنا له منازل كمنازل الشمس يزيد وينقص { حَتَّىٰ عَادَ } يصير { كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } كالعذق المقوس اليابس إذا حال عليه الحول { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ } يصلح لها { أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } أن تطلع في سلطان القمر فيذهب ضوؤه { وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } ولا الليل يطلع في سلطان النهار فيذهب ضوءه { وَكُلٌّ } الشمس والقمر والنجوم { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } في دوران يدورون وفي مجراة يجرون.