الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } * { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } يقول الشكر لله والمنة لله { فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ } خالق السموات { وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَۤئِكَةِ } خالق الملائكة ومكرم الملائكة { رُسُلاً } بالرسالة يعني جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت والرعد والحفظة إلى خلقه { أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ } ذوي أجنحة يعني الملائكة { مَّثْنَىٰ } من له جناحان يطير بهما { وَثُلاَثَ } من له ثلاث أجنحة { وَرُبَاعَ } من له أربعة أجنحة { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ } في خلق الملائكة { مَا يَشَآءُ } ويقال في هذه الأجنحة ما يشاء ويقال في نعمة حسنة ما يشاء ويقال في صوت حسن ما يشاء { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الزيادة والنقصان { قَدِيرٌ مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ } ما يرسل الله { لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ } من مطر ورزق وعافية { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا } فلا مانع لها للرحمة { وَمَا يُمْسِكْ } وما يمنع { فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ } لما يمسك غيره { مِن بَعْدِهِ } من بعد إمساكه { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في إمساكه { ٱلْحَكِيمُ } فيما أرسل به { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } منة الله { عَلَيْكُمْ } بالمطر والرزق والعافية { هَلْ مِنْ خَالِقٍ } من إله { غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } المطر { وَٱلأَرْضِ } النبات { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } الذي يرزقكم { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } من أين تكذبون أن الآلهة ترزقكم { وَإِن يُكَذِّبُوكَ } قريش { فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } كذبهم قومهم كما كذبك قومك قريش { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } عواقب الأمور في الآخرة { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } البعث بعد الموت { حَقٌّ } كائن { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ } عن طاعة الله { ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا من الزهرة والنعيم { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ } عن دين الله { ٱلْغَرُورُ } الشيطان ويقال أباطيل الدنيا إن قرأت بضم الغين { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ } في الدين والطاعة { فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } فحاربوه ولا تطيعوه في الدين والطاعة { إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ } أهل دينه وطاعته { لِيَكُونُواْ } ليجتمعوا { مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } مع أصحاب السعير في السعير معه { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن أبو جهل وأصحابه { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } غليظ { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم أبو بكر الصديق وأصحابه { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } ثواب عظيم في الجنة { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ } حسن له { سُوۤءُ عَمَلِهِ } قبيح عمله { فَرَآهُ حَسَناً } حقاً وهو أبو جهل كمن أكرمناه بالإيمان والطاعة يعني أبا بكر الصديق وأصحابه { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } عن دينه من كان أهلاً لذلك يعني أبا جهل وأصحابه { وَيَهْدِي } لدينه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك يعني أبا بكر وأصحابه.

{ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ } فلا تهلك نفسك بالحزن { عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } ندامات على هلاكهم إن لم يؤمنوا { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } في كفرهم من المكر والخيانة بهلاك محمد صلى الله عليه وسلم في دار الندوة.