الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً } * { أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ } يمنع { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } لكي لا تزولا عن مكانهما بمقالة اليهود والنصارى حيث قالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله { وَلَئِن زَالَتَآ } ولو زالتا عن أمكنتهما { إِنْ أَمْسَكَهُمَا } ما أمسكهما { مِنْ أَحَدٍ } أحد { مِّن بَعْدِهِ } بعد إمساكه غيره { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } عن مقالة اليهود والنصارى { غَفُوراً } لمن تاب منهم { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } يعني كفار مكة قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } جهد يمينهم بالله { لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ } أسرع إجابة وأصوب ديناً { مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } من اليهود والنصارى { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } تباعداً منه { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ } للإعراض عن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ } في هلاك محمد عليه الصلاة والسلام { وَلاَ يَحِيقُ } لا يجب ولا يحيط { ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ } القول القبيح والعمل القبيح { إِلاَّ بِأَهْلِهِ } إلا على أهله { فَهَلْ يَنظُرُونَ } فهل ينتظرون قومك إن كذبوك { إِلاَّ سُنَّةَ آلأَوَّلِينَ } عذاب الأولين قبلهم عند تكذبيهم الرسل { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله { تَبْدِيلاً } تغييراً { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله { تَحْوِيلاً } إلى غيره { أَوَلَمْ يَسِيرُواْ } يسافروا كفار مكة { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } يتفكروا ويعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } عند تكذيبهم الرسل { وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بالبدن والمال { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ } ليفوته { مِن شَيْءٍ } أحد { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً } بخلقه { قَدِيراً } عليهم { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ } الجن والإنس { بِمَا كَسَبُواْ } بجملة ذنوبهم { مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا } على وجه الأرض { مِن دَآبَّةٍ } من الجن والإنس خاصة أحداً { وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يؤجلهم { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } وقت هلاكهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } بمن يهلك وبمن ينجو.