الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } * { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } * { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً }

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ } مقصورة للرحمة داره والجنان حوله { يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا } يلبسون في الجنة { مِنْ أَسَاوِرَ } أساور { مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } هذا حلية النساء وحلية الرجال من الذهب { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا } في الجنة { حَرِيرٌ وَقَالُواْ } أهل الجنة في الجنة { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر والمنة لله { ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } حزن الموت و الزوال وأهوال يوم القيامة ويقال حزن مخاطرة الدنيا { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ } للذنوب العظيمة { شَكُورٌ } للأعمال اليسيرة { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا } أنزلنا { دَارَ ٱلْمُقَامَةِ } يعني الجنة { مِن فَضْلِهِ } بفضله لا ظعن فيها { لاَ يَمَسُّنَا } لا يصيبنا { فِيهَا } في الجنة { نَصَبٌ } تعب وعناء { وَلاَ يَمَسُّنَا } لا يصيبنا { فِيهَا } في الجنة { لُغُوبٌ } إعياء { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن أبو جهل وأصحابه { لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ } لا يكون عليهم قضاء الموت { فَيَمُوتُواْ } فيستريحوا { وَلاَ يُخَفَّفُ } ولا يهون ولا يرفه ولا يرفع { عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا } طرفة عين { كَذَٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي } في الآخرة { كُلَّ كَفُورٍ } كافر بالله وبنعمته { وَهُمْ } يعني الكفار { يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } يستغيثون فيها في النار ويدعون ويتضرعون ويقولون { رَبَّنَآ } يا ربنا { أَخْرِجْنَا } من النار ردنا إلى الدنيا نؤمن بك { نَعْمَلْ صَالِحاً } خالصاً في الإيمان { غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ } في الشرك فيقول الله لهم { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ } نمهلكم يا معشر الكفار في الدنيا { مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ } بقدر ما يتعظ فيه { مَن تَذَكَّرَ } من أراد أن يتعظ ويؤمن { وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } محمد بالقرآن وخوفكم من هذا اليوم فلم تؤمنوا به { فَذُوقُواْ } عذاب النار { فَمَا لِلظَّالِمِينَ } الكافرين { مِن نَّصِيرٍ } مانع من عذاب الله { إِنَّ ٱللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } غيب ما يكون في السموات والأرض علم الله لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما ما نهوا عنه { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر.

{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ } يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم { خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ } سكان الأرض بعد هلاك الأمم الماضية { فَمَن كَفَرَ } بالله { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } عقوبة كفره { وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { عِندَ رَبِّهِمْ } يوم القيامة { إِلاَّ مَقْتاً } بغضاً { وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ } في الدنيا { إِلاَّ خَسَاراً } غبناً في الآخرة { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ } آلهتكم { ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } مما في الأرض { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ } مع الله { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } في خلق السموات { أَمْ آتَيْنَاهُمْ } أعطيناهم يعني كفار مكة { كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ } على بيان من الكتاب أن لا يعذبوا { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ } ما يقول المشركون يعني في الدنيا { بَعْضُهُم بَعْضاً } يعني الرؤساء للسفلة { إِلاَّ غُرُوراً } باطلاً في الآخرة.