الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } * { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } * { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ }

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ } قريش يا محمد { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل قومك قريش رسلهم { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { وَبِٱلزُّبُرِ } بخبر كتب الأولين { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } المبين الحلال والحرام { ثُمَّ أَخَذْتُ } عاقبت { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالكتب والرسل { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } انظر يا محمد كيف كان تغييري عليهم بالعذاب حين لم يؤمنوا { أَلَمْ تَرَ } ألم تعلم { أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بالمطر { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } أجناسها الحلو والحامض وغير ذلك { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ } طرق { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } كألوان الثمار { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } جبال سود شديدة السواد { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } كذلك مختلف ألوانه { وَٱلدَّوَآبِّ } كذلك مختلف ألوانه { وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } أجناسه مقدم ومؤخر { كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } يقول إنما العلماء يخشون الله من عباده { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه وسلطانه { غَفُورٌ } لمن آمن به { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ } يقرؤون { كِتَابَ ٱللَّهِ } القرآن أبو بكر وأصحابه { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَأَنفَقُواْ } تصدقوا { مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أعطيناهم من الأموال { سِرّاً } فيما بينهم وبين الله { وَعَلاَنِيَةً } فيما بينهم وبين الناس { يَرْجُونَ تِجَارَةً } يعني الجنة { لَّن تَبُورَ } لن تهلك ولن تفسد { لِيُوَفِّيَهُمْ } الله { أُجُورَهُمْ } ثوابهم في الجنة { وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } بفضله من واحدة إلى عشرة { إِنَّهُ غَفُورٌ } لذنوبهم العظيمة { شَكُورٌ } لأعمالهم اليسيرة يشكر اليسير ويجزي الجزيل { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أنزلنا جبرائيل عليك به { مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعني القرآن { هُوَ ٱلْحَقُّ } الصدق { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وبعض الشرائع { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتاب { إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ } بمن يؤمن ومن لا يؤمن { بَصِيرٌ } بأعمالهم { ثُمَّ } من بعد ما أنزلنا جبريل بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم { أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ } أكرمنا بحفظ القرآن وكتابته وقراءته { ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } اخترنا { مِنْ عِبَادِنَا } من بين عبادنا بالإيمان وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكبائر لا ينجو إلا بالشفاعة أو بالمغفرة أو بإنجاز الوعد { وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } وهو من استوت حسناته وسيئاته يحاسب حساباً يسيراً ثم ينجو { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ } بالغ { بِٱلْخَيْرَاتِ } في الدنيا ومقرب إلى جنة عدن في الآخرة { بِإِذُنِ ٱللَّهِ } بتوفيق الله وكرامته { ذَٰلِكَ } الاصطفاء والمسابقة { هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } المن العظيم من الله عليهم ثم بين مستقرهم.