{ إِن تَدْعُوهُمْ } يعني الآلهة { لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ } لأنهم صم بكم لا يسمعون { وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ } من بغضهم إياكم { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ } تتبرأ الآلهة من شرككم وعبادتكم إياهم { وَلاَ يُنَبِّئُكَ } يخبرك بهم وبأعمالهم { مِثْلُ خَبِيرٍ } وهو الله { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } إلى مغفرته ورحمته ورزقه وعافيته في الدنيا وإلى جنته في الآخرة { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عما عندكم من الأموال { ٱلْحَمِيدُ } المحمود في أفعاله { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ } يهلككم ويمتكم يا أهل مكة { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } خيراً منكم وأطوع لله { وَمَا ذَٰلِكَ } الإهلاك والإتيان { عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } بشديد { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } لا تحمل حاملة حمل أخرى ما عليها من الذنوب بطيبة النفس ولكن يحمل عليها بالكره ويقال لا تؤخذ نفس بذنب نفس أخرى ويقال لا تعذب نفس بغير ذنب { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ } من الذنوب { إِلَىٰ حِمْلِهَا } من الذنوب { لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ } من الذنوب { شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } ذا قرابة منه في الرحم أباه وأمه وابنه وابنته { إِنَّمَا تُنذِرُ } ينفع إنذارك يا محمد { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ } يعملون لربهم وإن كان الله غائباً عنهم والله لا يغيب عنه شيء { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَمَن تَزَكَّىٰ } وحد وأصلح وتصدق بماله في سبيل الله { فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ } يوحد ويصلح ويتصدق { لِنَفْسِهِ } يكون له ثواب ذلك { وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } المرجع في الآخرة { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } الكافر والمؤمن { وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ } يعني الكفر والإيمان { وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } يعني الجنة والنار { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ } يعني المؤمنين والكافرين في الطاعة والكرامة { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ } يفهم { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ } بمفهم { مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } من كأنه ميت في القبور { إِنْ أَنتَ } ما أنت يا محمد { إِلاَّ نَذِيرٌ } رسول مخوف بالقرآن { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { بِٱلْحَقِّ } بالقرآن { بَشِيراً } بالجنة لمن آمن بالله { وَنَذِيراً } من النار لمن كفر به { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ } ما من أمة { إِلاَّ خَلاَ } مضى { فِيهَا نَذِيرٌ } رسول مخوف.