الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } * { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } * { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } يقول الشكر لله وهو أن صنع إلى خلقه فحمدوه { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } المنة { فِي ٱلآخِرَةِ } على أهل الجنة في الجنة { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر ألا يعبد غيره { ٱلْخَبِيرُ } العليم بخلقه وبأعمالهم { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ } ما يدخل { فِي ٱلأَرْضِ } من الأمطار والمياه والأموات والكنوز { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } ويعلم ما يخرج من الأرض من النبات ومن المياه والكنوز والموتى { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من الأمطار والرزق وغير ذلك { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } ويعلم ما يصعد إليها من الملائكة والحفظة بديوان العباد { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين { ٱلْغَفُورُ } لمن تاب { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو جهل وأصحابه { لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } قيام الساعة { قُلْ } لهم يا محمد { بَلَىٰ وَرَبِّي } أقسم بنفسه { لَتَأْتِيَنَّكُمْ } الساعة قيام الساعة { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد يعلم ذلك { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } لا يغيب عن الله { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } وزن نملة وهي النملة الحمراء الصغيرة { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } من أعمال العباد { وَلاَ أَصْغَرُ } أخف { مِن ذَٰلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ } أثقل من ذلك { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } مكتوب في اللوح المحفوظ محصي عليهم { لِّيَجْزِيَ } لكي يجزي { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الخيرات فيما بينهم وبين ربهم { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ثواب حسن في الجنة { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا } كذبوا { فِيۤ آيَاتِنَا } بآياتنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { مُعَاجِزِينَ } ليسوا بفائتين من عذابنا { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } عذاب وجيع { وَيَرَى } لكي يرى { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم بالتوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ } يعني القرآن { وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ } يدل إلى دين العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَمِيدِ } لمن وحده { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو سفيان وأصحابه للسفلة { هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ } يخبركم { إِذَا مُزِّقْتُمْ } فرقتم في الأرض { كُلَّ مُمَزَّقٍ } كل مفرق الجلد والعظم هذا محمد يزعم { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } يجدد فينا الروح بعد الموت.