وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } يقول الشكر لله وهو أن صنع إلى خلقه فحمدوه { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } المنة { فِي ٱلآخِرَةِ } على أهل الجنة في الجنة { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر ألا يعبد غيره { ٱلْخَبِيرُ } العليم بخلقه وبأعمالهم { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ } ما يدخل { فِي ٱلأَرْضِ } من الأمطار والمياه والأموات والكنوز { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } ويعلم ما يخرج من الأرض من النبات ومن المياه والكنوز والموتى { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من الأمطار والرزق وغير ذلك { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } ويعلم ما يصعد إليها من الملائكة والحفظة بديوان العباد { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين { ٱلْغَفُورُ } لمن تاب { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو جهل وأصحابه { لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } قيام الساعة { قُلْ } لهم يا محمد { بَلَىٰ وَرَبِّي } أقسم بنفسه { لَتَأْتِيَنَّكُمْ } الساعة قيام الساعة { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد يعلم ذلك { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } لا يغيب عن الله { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } وزن نملة وهي النملة الحمراء الصغيرة { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } من أعمال العباد { وَلاَ أَصْغَرُ } أخف { مِن ذَٰلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ } أثقل من ذلك { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } مكتوب في اللوح المحفوظ محصي عليهم { لِّيَجْزِيَ } لكي يجزي { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الخيرات فيما بينهم وبين ربهم { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ثواب حسن في الجنة { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا } كذبوا { فِيۤ آيَاتِنَا } بآياتنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { مُعَاجِزِينَ } ليسوا بفائتين من عذابنا { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } عذاب وجيع { وَيَرَى } لكي يرى { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم بالتوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ } يعني القرآن { وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ } يدل إلى دين العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَمِيدِ } لمن وحده { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو سفيان وأصحابه للسفلة { هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ } يخبركم { إِذَا مُزِّقْتُمْ } فرقتم في الأرض { كُلَّ مُمَزَّقٍ } كل مفرق الجلد والعظم هذا محمد يزعم { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } يجدد فينا الروح بعد الموت.