{ وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيۤ آيَاتِنَا } يكذبون بآياتنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { مُعَاجِزِينَ } ليسوا بفائتين من عذابنا { أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ } في النار { مُحْضَرُونَ } معذبون { قُلْ } لهم يا محمد { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } يوسع المال على من يشاء { مِنْ عِبَادِهِ } وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ لَهُ } يقتر له وهو نظر منه { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ } في سبيل الله { فَهُوَ يُخْلِفُهُ } في الدنيا بالمال وفي الآخرة بالحسنات { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } أفضل المخلفين والمعطين { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } يعني بني مليح والملائكة { جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَۤئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } بأمركم { قَالُواْ } يعني الملائكة { سُبْحَانَكَ } نزهوا الله { أَنتَ وَلِيُّنَا } ربنا { مِن دُونِهِمْ } من دون أن أمرناهم بعبادتنا { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } مقرون أنهم الملائكة { فَٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { لاَ يَمْلِكُ } لا يقدر { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ } يعني الملائكة والجن لكم { نَّفْعاً } من الشفاعة { وَلاَ ضَرّاً } بدفع العذاب { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا } في الدنيا { تُكَذِّبُونَ } أنها لا تكون { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } تقرأ على كفار مكة { آيَاتُنَا } آيات القرآن { بَيِّنَاتٍ } مبينات بالحلال والحرام { قَالُواْ مَا هَـٰذَا } يعنون محمداً عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ } يصرفكم { عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ } من الآلهة { وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ إِفْكٌ } كذب { مُّفْتَرىً } مختلق من تلقاء نفسه { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { لِلْحَقِّ } للقرآن { لَمَّا جَآءَهُمْ } حين جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } كذب بيِّن { وَمَآ آتَيْنَاهُمْ } أعطيناهم كفار مكة { مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } يقرؤون فيها ما يقولون { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ } يا محمد { مِّن نَّذِيرٍ } من رسول مخوف لهم إلا قالوا له مثل ما يقولون لك { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } من قبل قومك قريش الرسل { وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ } يقول ما بلغت قريش عشر من كان قبلهم من الكفار ويقال ما بلغت أموالهم ولا أولادهم وأعمارهم وقوتهم عشر ما أعطينا من كان قبلهم { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } تغييري عليهم بالعذاب حين لم يؤمنوا { قُلْ } يا محمد لكفار مكة { إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } بكلمة واحدة لا إله إلا الله وهذا كقول الرجل للرجل تعال حتى أكلمك كلمة واحدة ثم يكلمه بأكثر من ذلك { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ } اثنين اثنين { وَفُرَادَىٰ } واحداً واحداً { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ } هل كان محمد صلى الله عليه وسلم ساحراً أو كاهناً أو كاذباً أو مجنوناً ثم قال الله تعالى { مَا بِصَاحِبِكُمْ } ما بنبيكم { مِّن جِنَّةٍ } من جنون { إِنْ هُوَ } ما هو يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ نَذِيرٌ } رسول مخوف { لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } يوم القيامة إن لم تؤمنوا.