الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ } * { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ } * { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } * { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ }

{ أَفْتَرَىٰ } أختلق محمد { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ } جنون قال الله تعالى { بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { فِي ٱلْعَذَابِ } في الآخرة { وَٱلضَّلاَلِ } الخطأ { ٱلْبَعِيدِ } عن الحق والهدى في الدنيا { أَفَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } فوقهم وتحتهم من السماء والأرض { وَمَا خَلْفَهُمْ } فوقهم وتحتهم { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ } نغر { بِهِمُ ٱلأَرْضَ } في الأرض { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً } قطعاً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } فنهلكهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت لهم من السماء والأرض { لآيَةً } لعبرة { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } مقبل إلى الله وإلى طاعته { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً } ملكاً ونبوة { يَٰجِبَالُ } وقلنا يا جبال { أَوِّبِي مَعَهُ } سبحي مع داود { وَٱلطَّيْرَ } وسخرنا له الطير { وَأَلَنَّا } لينا { لَهُ ٱلْحَدِيدَ } يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ } الدروع الواسعات { وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ } قدر المسمار في الحلق لا تدقق المسمار فيمور فيه ويخرج منه ولا تغلظه فيخرمه { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } خالصاً { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخير والشر { بَصِيرٌ } عالم { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ } وسخرنا لسليمان الريح { غُدُوُّهَا شَهْرٌ } يسير عليها غدوة من بيت المقدس إلى إصطخر مسيرة شهر { وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } يسير عليها راجعاً من إصطخر إلى بيت المقدس مسيرة شهر يجيء ويذهب في يوم { وَأَسَلْنَا لَهُ } أجرينا له { عَيْنَ ٱلْقِطْرِ } الصفر المذاب يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين { وَمِنَ ٱلْجِنِّ } وسخرنا له من الجن { مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } بالسخرة من البنيان وغير ذلك { بِإِذْنِ رَبِّهِ } بأمر ربه { وَمَن يَزِغْ } يمل ويعص { مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا } الذي أمرنا ويقال عن أمر سليمان { نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } الوقود في النار ويقال كان يضربهم ملك بعمود من نار { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ } يعني المساجد { وَتَمَاثِيلَ } صور الملائكة والنبيين والعباد لكي ينظر إليهم الناس فيعبدوا ربهم على مثالهم { وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ } قطاع كالجواب كحياض الإبل لا تتحرك { وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ } ثابتات عظام لا ترفع يأكل منها ألف رجل { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ } يعني سليمان { شُكْراً } دائماً بما أنعمت عليكم يقول اعملوا عملاً خيراً حتى تؤدوا بذلك شكر ما أنعمت عليكم { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } من يؤدي شكر الشكور { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ } على سليمان { ٱلْمَوْتَ } كان سليمان ميتاً قائماً في محرابه سنة { مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ } موت سليمان { إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ } الأرضة { تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ } عصاه ويقال عنزته { فَلَمَّا خَرَّ } وقع سليمان { تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ } تبين للإنس أن الجن لا يعلمون { أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } الشديد من العمل بالسخرة وكان قبل ذلك يظن الإنس أن الجن يعلمون الغيب فتبين لهم بعد ذلك أنهم لا يعلمون.