الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً } * { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } * { يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } * { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } * { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } * { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } * { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } * { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } * { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ } عبد الله بن أُبي وأصحابه عن المنكر والخيانة { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } شهوة الزنا وهم الزناة { وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } الطالبون عيوب المؤمنين في المدينة وهم المؤلفة { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } لنسلطنك عليهم { ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ } لا يساكنون معك في المدينة { فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً } يسيراً { مَّلْعُونِينَ } مقتولين { أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ } وجدوا { أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً سُنَّةَ ٱللَّهِ } هكذا كان عذاب الله في الدنيا { فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ } مضوا { مِن قَبْلُ } من قبلهم من المنافقين لما كابروا النبيين والمؤمنين أمر الله أنبياءهم أن يقتلوهم { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله { تَبْدِيلاً } تغييراً فلما نزلت هذه الآية فيهم فانتهوا عن ذلك { يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ } أهل مكة { عَنِ ٱلسَّاعَةِ } عن قيام الساعة { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَا عِلْمُهَا } علم قيامها { عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ } ولم تدر { لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } سريعاً { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ } عذب { ٱلْكَافِرِينَ } كفار مكة يوم بدر { وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } ناراً وقوداً { خَالِدِينَ فِيهَآ } في النار { أَبَداً } لا يموتون ولا يخرجون منها { لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً } حافظاً يحفظهم من عذاب الله { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً يمنعهم من عذاب الله { يَوْمَ تُقَلَّبُ } تجر { وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ } يعني القادة والسفلة { يَٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ } بالإيمان { وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } بالإجابة { وَقَالُواْ } يعني السفلة { رَبَّنَآ } يا ربنا { إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا } رؤساءنا { وَكُبَرَآءَنَا } أشرافنا وعظماءنا { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } فصرفونا عن الدين { رَبَّنَآ } يقولون يا ربنا { آتِهِمْ } أعطهم يعني الرؤساء { ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ } مما علينا { وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } عذبهم عذاباً كبيراً { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ } في إيذاء محمد صلى الله عليه وسلم { كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ } قالوا إنه آدر { فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } له القدر والمنزلة { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أطيعوا الله فيما أمركم { وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } عدلاً: لا إله إلا الله { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } يقبل أعمالكم بالتوحيد { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } بالتوحيد { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ } فيما أمره { وَرَسُولَهُ } فيما أمره { فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } فقد فاز بالجنة ونجا من النار نجاة وافرة { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ } الطاعة والعبادة { عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ } على أهل السموات { وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ } على وجه الاختيار والتخصيص { فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا } بالثواب والعقاب { وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } خفن منها من حملها { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ } آدم بالثواب والعقاب { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً } بحملها ويقال بأكله من الشجرة { جَهُولاً } بعاقبتها فلما نزلت بشرى المؤمنين بالفضل قال المنافقون وما لنا يا رسول الله فنزل { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ } ويقال قبل آدم الأمانة ليعذب الله المنافقين لكي يعذب المنافقين من الرجال { وَٱلْمُنَافِقَاتِ } من النساء { وَٱلْمُشْرِكِينَ } من الرجال { وَٱلْمُشْرِكَاتِ } من النساء بتركهم الأمانة لأنهم كانوا في صلب آدم حيث قبل آدم الأمانة { وَيَتُوبَ ٱللَّهُ } لكي يتوب الله { عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين من الرجال { وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } المخلصات من النساء بما يكون منهم من تقصير الأمانة { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لمن تاب منهم { رَّحِيماً } بالمؤمنين.