الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } * { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } * { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } سنة حسنة واقتداء صالح بالجلوس معه في الخندق { لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ } يرجو كرامة الله وثوابه ويقال يخاف الله { وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ } ويخاف عذاب الآخرة { وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } باللسان والقلب ثم ذكر نعت المؤمنين المخلصين فقال { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ } المخلصون { ٱلأَحْزَابَ } كفار مكة أبا سفيان وأصحابه { قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } لعدة الأيام { وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } في الميعاد وكان قد وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي الأحزاب تسعاً أو عشراً يعني إلى عشرة أيام { وَمَا زَادَهُمْ } برؤية الكفار { إِلاَّ إِيمَاناً } يقيناً بقول الله تعالى وبقول رسوله { وَتَسْلِيماً } خضوعاً لأمر الله وأمر الرسول { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ } وفوا { مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } نذره ويقال قضى أجله وهو حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } الوفاء إلى الموت { وَمَا بَدَّلُواْ } غيروا العهد { تَبْدِيلاً } تغييراً بالنقض { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ } الوافين بوفائهم { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } إن ماتوا على النفاق { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } قبل الموت { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً } لمن تاب { رَّحِيماً } لمن مات على التوبة { وَرَدَّ ٱللَّهُ } صرف الله { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبا سفيان وأصحابه { بِغَيْظِهِمْ } بحنقهم { لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً } لم يصيبوا سروراً ولا غنيمة ولا دولة { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ } رفع الله مؤنة القتال عن المؤمنين بالريح والملائكة { وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً } بنصر المؤمنين { عَزِيزاً } بنقمة الكافرين { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم } أعانوا كفار مكة { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } وهم بنو قريظة والنضير كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وأصحابهما { مِن صَيَاصِيهِمْ } من قصورهم وحصونهم { وَقَذَفَ } وجعل { فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ } الخوف من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا قبل ذلك لا يخافون ويقاتلون { فَرِيقاً تَقْتُلُونَ } يقول تقتلون فريقاً منهم وهم المقاتلة { وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } منهم وهم الذراري والنساء { وَأَوْرَثَكُمْ } أنزلكم { أَرْضَهُمْ } قصورهم { وَدِيَارَهُمْ } منازلهم { وَأَمْوَالَهُمْ } جعل أموالهم غنيمة لكم { وَأَرْضاً } أرض خيبر { لَّمْ تَطَئُوهَا } لم تملكوها بعد ستكون لكم { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الفتح والنصرة { قَدِيراً يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { قُل لأَزْوَاجِكَ } لنسائك { إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا { وَزِينَتَهَا } زهرتها { فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ } متعة الطلاق { وَأُسَرِّحْكُنَّ } أطلقكن { سَرَاحاً جَمِيلاً } طلاقاً حسناً بالسنة.