الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً } * { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْئُولاً } * { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ } على المنافقين بالمدينة { مِّنْ أَقْطَارِهَا } من نواحيها { ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ } دعوا إلى الشرك { لآتَوْهَا } لأجابوها سريعاً { وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ } وما مكثوا بإجابتها ويقال بالمدينة بعد إجابتهم { إِلاَّ يَسِيراً } قليلاً { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } من قبل الخندق يوم الأحزاب { لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَارَ } منهزمين من المشركين { وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ } ناقض عهد الله { مَسْئُولاً } يوم القيامة عن نقضه { قُل } يا محمد لبني حارثة { لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ } لا تعيشون في الدنيا { إِلاَّ قَلِيلاً } يسيراً { قُلْ } يا محمد لبني حارثة { مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ } يمنعكم { مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً } عذاباً بالقتل { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً } عافية من القتل { وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ } لبني حارثة { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَلِيّاً } حافظاً يحفظهم من عذاب الله { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً يمنعهم من عذاب الله { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ } المانعين بالرجوع إلى الخندق { مِنكُمْ } يعني المنافقين { وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ } لأصحابهم المنافقين { هَلُمَّ إِلَيْنَا } بالمدينة وكان هؤلاء عبد الله بن أُبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ } القتال عن عبد الله بن أبي وصاحباه { إِلاَّ قَلِيلاً } رياء وسمعة { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أشفقة عليكم قالوا ذلك ويقال بخلاً بالنفقة عليكم { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ } خوف العدو { رَأَيْتَهُمْ } يا محمد المنافقين في الخندق { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ } تتقلب أعينهم في الجفون { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } كمن هو في غشيان الموت ونزعاته { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ } خوف العدو { سَلَقُوكُمْ } طعنوكم وعابوكم { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } ذرية سليطة { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } بخيلة بالنفقة في سبيل الله { أوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { لَمْ يُؤْمِنُواْ } لم يصدقوا في إيمانهم { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } فأبطل الله بسيئاتهم حسناتهم { وَكَانَ ذَلِكَ } إبطال حسناتهم { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } هيناً { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ } يظن عبد الله بن أبي وأصحابه أن كفار مكة { لَمْ يَذْهَبُواْ } بعد ما ذهبوا من الخوف والجبن ويقال ظنوا أن لا يذهبوا حتى يقتلوا محمداً عليه السلام { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ } كفار مكة { يَوَدُّواْ } يتمنى عبد الله بن أبي وأصحابه { لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ } خارجون من المدينة من خوفهم وجبنهم { يَسْأَلُونَ } في المدينة { عَنْ أَنبَآئِكُمْ } عن أخباركم في الخندق { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ } معكم في الخندق { مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } رياء وسمعة.