الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } * { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } * { إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } * { هُنَالِكَ ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } * { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } * { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً }

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ } إقرارهم على عهودهم أن يبلغ بعضهم بعضاً { وَمِنْكَ } أوله أخذنا منك أن تبلغ قومك خبر الرسل والكتب قبلك وتأمرهم أن يؤمنوا به.

{ وَمِن نُّوحٍ } وأخذنا من نوح { وَإِبْرَاهِيمَ } وأخذنا من إبراهيم { وَمُوسَىٰ } وأخذنا من موسى { وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } وأخذنا من عيسى بن مريم { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } وثيقاً أن يبلغ الرسالة الأول الآخر وأن يصدق الآخر الأول وأن يأمروا قومهم أن يؤمنوا به { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } المبلغين عن تبليغهم والوافين عن وفائهم والمؤمنين عن إيمانهم { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ } بالكتب والرسل { عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً في النار يخلص وجعه إلى قلوبهم { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } احفظوا نعمة الله منة الله { عَلَيْكُمْ } بدفع العدو عنكم بالريح ريح الصبا والملائكة { إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ } جموع الكفار { فَأَرْسَلْنَا } فسلطنا { عَلَيْهِمْ رِيحاً } ريح الصبا { وَجُنُوداً } صفاً من الملائكة { لَّمْ تَرَوْهَا } يعني الملائكة { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخندق وغيره { بَصِيراً إِذْ جَآءُوكُمْ } كفار مكة { مِّن فَوْقِكُمْ } من فوق الوادي طلحة بن خويلد الأسدي وأصحابه { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } من أسفل الوادي أبو الأعور الأسلمي وأصحابه وأبو سفيان وأصحابه { وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ } مالت أبصار المنافقين في الخندق عن موضعها { وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ } قلوب المنافقين { ٱلْحَنَاجِرَ } انتفخت عند الحناجر من الخوف الرئة { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } وظننتم بالله يا معشر المنافقين أن الله لا ينصر نبيه { هُنَالِكَ } عند ذلك الخوف { ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } اختبر المؤمنون بالبلاء { وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } أجهدوا جهداً شديداً وحركوا تحريكاً شديداً { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ } عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق معتب بن قشير وأصحابه { مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } من فتح المدائن ومجيء الكفار { إِلاَّ غُرُوراً } باطلاً { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ } من بني حارثة بن الحارث لأصحابهم في الخندق { يَٰأَهْلَ يَثْرِبَ } يعنون يا أهل المدينة { لاَ مُقَامَ لَكُمْ } لا مكان لكم في الخندق عند القتال { فَٱرْجِعُواْ } إلى المدينة { وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ } من المنافقين بني حارثة { ٱلنَّبِيَّ } صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى المدينة { يَقُولُونَ } ائذن لنا يا نبي الله بالرجوع إلى المدينة { إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ } خالية من الرجال نخاف عليها سرق السراق { وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ } بخالية { إِن يُرِيدُونَ } ما يريدون بذلك { إِلاَّ فِرَاراً } من القتل.