الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ }

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ } نافقوا في إيمانهم { فَمَأْوَاهُمُ } فمصيرهم { ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ } من النار { أُعِيدُواْ } ردوا { فِيهَا } في النار بمقامع الحديد { وَقِيلَ لَهُمْ } قالت لهم الزبانية { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ } في الدنيا { تُكَذِّبُونَ } أنه لا يكون { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ } لنصيبنهم يعني كفار مكة { مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } من عذاب الدنيا بالقحط والجدوبة والجوع والقتل وغير ذلك ويقال عذاب القبر { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ } قبل عذاب النار يخوفهم بذلك { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن كفرهم فيتوبوا { وَمَنْ أَظْلَمُ } ليس أحد أعتى وأظلم { مِمَّن ذُكِّرَ } وعظ { بِآيَاتِ رَبِّهِ } نزلت في المنافقين المستهزئين بالقرآن { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ } جاحداً بها { إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } من المشركين { مُنتَقِمُونَ } بالعذاب { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } التوراة جملة واحدة { فَلاَ تَكُن } يا محمد { فِي مِرْيَةٍ } في شك { مِّن لِّقَآئِهِ } من لقاء موسى ليلة أسري بك إلى بيت المقدس { وَجَعَلْنَاهُ } يعني كتاب موسى { هُدىً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } من الضلالة { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ } من بني إسرائيل { أَئِمَّةً } قادة بالخير { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } يدعون الخلق إلى أمرنا { لَمَّا صَبَرُواْ } حين صبروا على الإيمان والطاعة { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { يُوقِنُونَ } يصدقون في كتابهم { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { هُوَ يَفْصِلُ } يقضي { بَيْنَهُمْ } بين الكافر والمؤمن ويقال بين بني إسرائيل { يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } أو لم يبيِّن لكفار مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ } بالعذاب { مِّنَ ٱلْقُرُونِ } الماضية { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } في منازلهم منازل قوم شعيب وصالح وهود { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات وعبرات لمن بعدهم { أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } أفلا يطيعون من فعل بهم ذلك { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يعلموا كفار مكة { أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } الملساء التي لا نبات فيها { فَنُخْرِجُ بِهِ } بالمطر { زَرْعاً } نباتاً { تَأْكُلُ مِنْهُ } من العشب { أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ } من الحبوب والثمار والبقول { أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } أفلا يعلمون أنه من الله { وَيَقُولُونَ } يعني بني خزيمة وبني كنانة { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } فتح مكة { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن يفتح لكم يسخرون بذلك على المؤمنين { قُلْ } يا محمد لبني خزيمة وكنانة { يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } فتح مكة { لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بني خزيمة { إِيَمَانُهُمْ } من القتل { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } يؤجلون من القتل { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } عن بني خزيمة ولا تشتغل بهم { وَٱنتَظِرْ } هلاكهم يوم فتح مكة { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } هلاكك فأهلكهم الله يوم فتح مكة.