الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } * { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } * { خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤـمۤ } يقول أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } أن هذه السورة آيات القرآن المبين للحلال والحرام والأمر والنهي { هُدىً } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّلْمُحْسِنِينَ } المخلصين الموحدين { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها في مواقيتها { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { هُمْ يُوقِنُونَ } يصدقون { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدىً } على بيان وكرامة { مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } وهو النضر بن الحارث { مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } أباطيل الحديث وكتب الأساطير والشمس والنجوم والحساب والغناء ويقال هو الشرك بالله { لِيُضِلَّ } بذلك { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة { وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } سخرية { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } شديد { وَإِذَا تُتْلَىٰ } تقرأ { عَلَيْهِ آيَاتُنَا } بالأمر والنهي { وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً } رجع متعظماً عن الإيمان بها { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } لم يعها { كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً } صمماً { فَبَشِّرْهُ } يا محمد { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع يوم بدر فقتل يوم بدر صبراً { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } لا يفنى نعيمها { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين فيها لا يموتون ولا يخرجون منها { وَعْدَ ٱللَّهِ } المؤمنين بالجنة { حَقّاً } صدقاً { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { خَلَقَ } الله { ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } بلا عمد ويقال بعمد لا ترونها { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ } خلق للأرض { رَوَاسِيَ } الجبال الثوابت أوتاداً لها { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } لكي لا تميد بكم { وَبَثَّ فِيهَا } خلق وبسط في الأرض { مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } فيها الروح { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } الأرض { مِن كُلِّ زَوْجٍ } لون { كَرِيمٍ } حسن { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } هذا مخلوقي أنا خلقته { فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } من دون الله يعني الأوثان { بَلِ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في خطأ بيّن.