الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } * { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } * { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } من نطفة ضعيفة { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } رجلاً شاباً قوياً { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً } هرماً { وَشَيْبَةً } شمطاً بعد شباب { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } يحول خلقه كما يشاء من حال إلى حال { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } بخلقه { ٱلْقَدِيرُ } عليهم بتحويله { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } وهو يوم القيامة { يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } يحلف المشركون بالله { مَا لَبِثُواْ } في القبور { غَيْرَ سَاعَةٍ } غير قدر ساعة { كَذَلِكَ } كما كانوا يكذبون في الآخرة { كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } يكذبون في الدنيا { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ } أكرموا بالعلم والإيمان { لَقَدْ لَبِثْتُمْ } في القبور { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } بكتاب الله وهم الملائكة ويقال وهم النبيون ويقال هم المخلصون في إيمانهم يقولون للكفار { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } إلى يوم يبعثون من القبور { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ } يوم القيامة { وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ } في الدنيا { لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك ولا تصدقون { فَيَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة { لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { مَعْذِرَتُهُمْ } اعتذارهم من ذنب { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } ولا هم يرجعون عن سيئة ولا هم يردون إلى الدنيا { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا } بيّنا { لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل وجه { وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } من السماء كما طلبوا { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { إِنْ أَنتُمْ } ما أنتم يا معشر المؤمنين { إِلاَّ مُبْطِلُونَ } كاذبون { كَذَلِكَ } هكذا { يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله ولا يصدقون به { فَٱصْبِرْ } يا محمد { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } بالنصرة والدولة لك وبهلاكهم { حَقٌّ } كائن صدق { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } لا يستنزلنك عن الإيمان يوم القيامة { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } لا يصدقون وهم أهل مكة.