الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } * { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ }

{ بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } كفروا اليهود والنصارى والمشركون { أَهْوَآءَهُمْ } أي ما هم عليه من اليهودية والنصرانية والشرك { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة { فَمَن يَهْدِي } فمن يرشد إلى دين الله { مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ } عن دينه { وَمَا لَهُمْ } لليهود والنصارى والمشركين { مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } نفسك وعملك { لِلدِّينِ حَنِيفاً } مسلماً يقول أخلص دينك وعملك لله واستقم على دين الإسلام { فِطْرَتَ ٱللَّهِ } دين الله { ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } التي خلق الناس عليها في بطون أمهاتهم ويقال اتبع يوم الميثاق { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } لا تبديل لدين الله { ذَلِكَ } هو { ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } الحق المستقيم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } أن دين الحق هو الإسلام { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } كونوا مؤمنين أي مقبلين إليه بالطاعة { وَٱتَّقُوهُ } وأطيعوه فيما أمركم { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } تركوا دين الإسلام { وَكَانُواْ شِيَعاً } صاروا فرقاً اليهود والنصارى وسائر أهل الملل { كُلُّ حِزْبٍ } كل أهل دين { بِمَا لَدَيْهِمْ } بما عندهم من الدين { فَرِحُونَ } معجبون يرون أنه حق { وَإِذَا مَسَّ } أصاب { ٱلنَّاسَ } كفار مكة { ضُرٌّ } شدة { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } برفع الشدة { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } مقبلين بالدعاء إليه { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ } أصابهم { مِّنْهُ } من الله { رَحْمَةً } نعمة { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } يعني الكفار { بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } يعدلون به الأصنام { لِيَكْفُرُواْ } حتى يكفروا { بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } أعطيناهم من النعمة { فَتَمَتَّعُواْ } فعيشوا يا أهل مكة في الدنيا { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بكم في الآخرة { أَمْ أَنزَلْنَا } هل أنزلنا { عَلَيْهِمْ } على أهل مكة { سُلْطَاناً } كتاباً فيه العذر والبرهان من السماء { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } يشهد وينطق { بِمَا كَانُواْ بِهِ } بالله { يُشْرِكُونَ } يعدلون أن الله أمرهم بذلك { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ } أصبنا كفار مكة بـ { رَحْمَةً } نعمة { فَرِحُواْ بِهَا } أي أعجبوا بها غير شاكرين بها { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } شدة ضيق وقحط ومرض { بِمَا قَدَّمَتْ } بما عملت { أَيْدِيهِمْ } في الشرك { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } ييأسون من رحمة الله غير صابرين بها.