الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } * { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } آدمياً مثلكم { لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا } ليسكن الرجل إلى زوجته { وَجَعَلَ بَيْنَكُم } بين المرأة والزوج { مَّوَدَّةً } محبة للمرأة على الزوج { وَرَحْمَةً } للرجل على المرأة أي على زوجته ويقال مودة للصغير على الكبير ورحمة الكبير على الصغير { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيما خلق الله { وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } لغاتكم العربية والفارسية وغير ذلك { وَأَلْوَانِكُمْ } واختلاف ألوان صوركم الأحمر والأسود وغير ذلك { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرت من الاختلاف { لآيَاتٍ } لعلامات { لِّلْعَالَمِينَ } الجن والإنس { وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { مَنَامُكُم } بيتوتتكم { بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ } من رزقه بالنهار { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت من الليل والنهار { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ويطيعون { وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } من السماء { خَوْفاً } للمسافر من المطر أن يبل ثيابه { وَطَمَعاً } للمقيم في المطر أن يسقي حروثه { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَيُحْيِي بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد قحطها ويبوستها { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت من المطر { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون أنه من الله { وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ } أن تكون السماء { وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } بإذنه { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ } يعني الله يوم القيامة على لسان إسرافيل { دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } من القبور { إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } من القبور { وَلَهُ } عبيد { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } مطيعون غير الكفار { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } من النطفة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يحييه يوم القيامة { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } هين عليه إعادته كإبدائه { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يقول له الصفة العليا بالقدرة على أهل السموات والأرض { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { ضَرَبَ لَكُمْ } بيّن لكم يا معشر الكفار { مَّثَلاً } شبهاً { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } آدمياً مثلكم { هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } من عبيدكم وإمائكم { مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم من المال والأهل والولد { فَأَنتُمْ } وعبيدكم وإمائكم { فِيهِ } فيما رزقناكم { سَوَآءٌ } شرك { تَخَافُونَهُمْ } تخافون لائمتهم { كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } كلائمة آبائكم وأبنائكم وإخوانكم إذا لم تؤدوا حقوقهم في الميراث قالوا لا قال أفترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم تشركون عبيدي في ملكي ولا تشركون عبيدكم فيما رزقناكم { كَذَلِكَ } هكذا { نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } نبيّن علامات وحدانيتي وقدرتي { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون بأمثال القرآن.