الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } * { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ }

{ وَإِنَّ مِنْهُمْ } من اليهود { لَفَرِيقاً } طائفة كعباً وأصحابه { يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ } يحرفون ألسنتهم { بِٱلْكِتَابِ } بقراءة صفة الدجال في الكتاب { لِتَحْسَبُوهُ } لكي تظنه السفلة أنه { مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ } في التوراة { وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } في التوراة { وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أن ليس ذلك في كتابهم ويقال نزلت في الحبرين اللذين غيرا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ثم نزل في مقالتهم نحن على دين إبراهيم وأمرنا إبراهيم بهذا الدين فقال الله { مَا كَانَ لِبَشَرٍ } من الأنبياء { أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ } يعطيه الله { ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ } الفهم { وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي } عبيداً لي { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُواْ } ولكن أمرهم أن يكونوا { رَبَّانِيِّينَ } علماء فقهاء عاملين { بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ } الناس { ٱلْكِتَابَ } من الكتاب ويقال تعلمون الكتاب { وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } تقرؤون من الكتاب { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ } يا معشر قريش واليهود والنصارى { أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ } بنات الله { وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ } كيف أمركم بالكفر { بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } بعد إذ أمركم بالإسلام فقال { إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } يقول ما بعث الله رسولاً إلا أمر ذلك الرسول بالإسلام لا باليهودية والنصرانية وعبادة الأصنام كما قال هؤلاء ويقال نزلت هذه الآية في مقالة اليهود لمحمد تأمرنا أن نحبك ونعبدك كما عبدت النصارى المسيح وكذلك قالت النصارى والمشركون ثم بين ميثاقه يوم تلا على النبيين في محمد ونعته وصفته فقال { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } يقول أخذ الميثاق على النبيين أن يبين بعضهم لبعض صفة محمد ونعته وفضله { لَمَآ آتَيْتُكُم } يقول حين أعطيتكم { مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ } فيه الحلال والحرام { ثُمَّ } تأخذون أيضاً على أمتكم أن إذا { جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ } موافق بالتوحيد { لِّمَا مَعَكُمْ } من الكتاب { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ } يقول لتقرن به وبفضله { وَلَتَنصُرُنَّهُ } بالسيف على أعدائه وببيان صفته { قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ } قال الله لهم أقبلتم { وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ } ما قلت { إِصْرِي } عهدي { قَالُوۤاْ } أي النبيون { أَقْرَرْنَا } قبلنا { قَالَ } الله { فَٱشْهَدُواْ } على ذلك { وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } على ذلك فأشهد الله بعضهم على بعض بذلك وشهد هو بنفسه على ذلك فبين كل نبي لأمته ذلك وأشهد كل نبي أمته بعضهم على بعض بذلك وشهد كل نبي بنفسه على ذلك.