{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } عن دعوتكم إلى الملاعنة مع النبي صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } بنصارى بني نجران ثم دعاهم إلى التوحيد فقال { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلَمَةٍ } لا إله إلا الله { سَوَآءٍ } عدل { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ } أن لا نوحد إلا الله { وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } من المخلوقين { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً } لا يطيع أحد منا أحداً من الرؤساء في معصية الله { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } فأبوا عن ذلك أيضاً فقال الله { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا ونأوا عن التوحيد { فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ } اعلموا أنتم { بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } مقرون له بالعبادة والتوحيد. ثم ذكر خصومتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم إنا مسلمون على دين إبراهيم وادعوا ذلك في التوراة فقال الله { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ } تخاصمون { فِيۤ إِبْرَاهِيمَ } في دين إبراهيم { وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ } بعد إبراهيم { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أنه ليس فيهما أن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً { هٰأَنْتُمْ هَؤُلاۤءِ } أنتم هؤلاء اليهود والنصارى { حَاجَجْتُمْ } خاصمتم { فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ } في كتابكم أن محمداً نبي مرسل وأن إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً فجحدتم ذلك { فَلِمَ تُحَآجُّونَ } فلم تخاصمون { فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } في كتابكم فتقولون إن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } أن إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أنه كان يهودياً أو نصرانياً ثم بين الله تكذيب قولهم فقال { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً } على دين اليهود { وَلاَ نَصْرَانِيّاً } على دين النصارى { وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً } حاجاً { مُّسْلِماً } مخلصاً { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } على دينهم ثم بين من هو على دين إبراهيم فقال { إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ } أحق الناس { بِإِبْرَاهِيمَ } بدين إبراهيم { لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } في زمانه { وَهَـٰذَا ٱلنَّبِيُّ } محمد على دينه { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن أيضاً على دين إبراهيم { وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ } حافظهم وناصرهم. ثم ذكر دعوة كعب بن الأشرف وأصحابه أصحاب رسول الله معاذاً وحذيفة وعماراً بعد يوم أحد إلى دينهم اليهودية عن دينهم الإسلام فقال { وَدَّت } تمنت { طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ } أن يضلوكم عن دينكم الإسلام { وَمَا يُضِلُّونَ } عن دين الله { إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } بذلك ويقال لا يعلمون أن الله يخبر نبيه بذلك.