الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } * { قَالَ رَبِّ ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } * { وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } * { ذٰلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

{ قَالَ رَبِّ } قال زكريا لجبريل يا سيدي { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } من أين يكون لي ولد { وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ } وقد أدركني الكبر { وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ } عقيم لا تلد { قَالَ } جبريل { كَذَلِكَ } كما قلت لك { ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { قَالَ } زكريا { رَبِّ } أي يا رب { ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً } علامة في حبل امرأتي { قَالَ آيَتُكَ } علامتك في حبل امرأتك { أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ } لا تقدر أن تكلم الناس { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } من غير خرس { إِلاَّ رَمْزاً } إلا تحريكاً بالشفتين والحاجبين والعينين واليدين ويقال إلا كتابة على الأرض { وَٱذْكُر رَّبَّكَ } باللسان والقلب { كَثِيراً } على كل حال { وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } صل غدوة وعشياً كما كنت تصلي { وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ } يعني جبريل { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاكِ } يقال اختارك بالإسلام والعبادة { وَطَهَّرَكِ } من الكفر والشرك والأدناس ويقال أنجاك من القتل { وَٱصْطَفَاكِ } اختارك { عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانك بولادة عيسى { يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ } أطيعي لربك شكراً لذلك ويقال أطيلي القيام في الصلاة شكراً لربك { وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي } معناه واركعي واسجدي أمر بالركوع والسجود { مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } مع أهل الصلاة { ذٰلِكَ } هذا الذي ذكرت من خبر مريم وزكريا { مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ } من أخبار الغائب عنك يا محمد { نُوحِيهِ إِلَيكَ } يقول نرسل جبريل به إليك { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } يعني عند الأحبار { إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ } في جري الماء { أَيُّهُمْ يَكْفُلُ } يأخذ { مَرْيَمَ } للتربية { وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ } عندهم { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } يتكلمون بالحجة لتربية مريم { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } يعني جبريل { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } بولد يكون بكلمة من الله مخلوقاً { ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ } يسمى المسيح لأنه يسيح في البلدان ويقال المسيح الملك { عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا } له القدر والمنزلة في الدنيا عند الناس { وَٱلآخِرَةِ } وفي الآخرة عند الله له القدر والمنزلة { وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } إلى الله في جنة عدن { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر ابن أربعين يوماً إني عبد الله ومسيحه { وَكَهْلاً } بعد ثلاثين سنة بالنبوة { وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين { قَالَتْ رَبِّ } قالت مريم لجبريل يا سيدي { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ } من أين يكون لي غلام ولد { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } بالحلال ولا بالحرام { قَالَ } جبريل { كَذَلِكَ } كما قلت لك { ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } إذا أراد أن يخلق ولداً منك بلا أب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ولداً بلا أب.