الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } * { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }

{ تُولِجُ ٱلَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ } يقول تزيد النهار على الليل فيكون النهار أطول من الليل { وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيْلِ } يقول تزيد الليل على النهار فيكون الليل أطول من النهار { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } النطفة من الإنسان ويقال تخرج الحي الدجاجة من الميت من البيضة وتخرج الميت البيضة من الحي من الدجاجة ويقول وتخرج الحي السنبلة من الميت من الحبة وتخرج الميت الحبة من الحي من السنبلة { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } بلا قوة ولا هنداز ولا منة ويقال توسع المال على من تشاء بلا حرج ولا تكليف { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } يقول لا ينبغي أن تتخذ المؤمنون عبد الله بن أبي وأصحابه { ٱلْكَافِرِينَ } اليهود { أَوْلِيَآءَ } في التعزز والكرامة { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } للولاية والكرامة { فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ } من كرامة الله ورحمته وذمته { فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ } تريدون أن تنجوا { مِنْهُمْ تُقَاةً } نجاة باللسان دون القلب { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } في تقية من دم الحرام وفرج الحرام ومال الحرام وشرب الخمر وشهادة الزور والشرك بالله { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } المرجع بعد الموت { قُلْ } يا محمد { إِن تُخْفُوا } تسروا { مَا فِي صُدُورِكُمْ } ما في قلوبكم من البغض والعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم { أَوْ تُبْدُوهُ } تظهروه بالشتم والطعن والحرب { يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ } يحفظه الله عليكم ويجزكم بذلك { وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخير والشر والسر والعلانية { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أهل السموات والأرض وثوابهم وعقابهم { قَدِيرٌ } نزلت هذه الآية في المنافقين واليهود { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً } مكتوباً في ديوانها { وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ } من قبيح أيضاً تجده مكتوباً في ديوانها { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا } بين النفس { وَبَيْنَهُ } بين العمل القبيح { أَمَدَاً بَعِيداً } أجلاً طويلاً من مطلع الشمس إلى مغربها { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } عند المعصية { وَٱللَّهُ رَؤُوفُ بِٱلْعِبَادِ } بالمؤمنين { قُلْ } يا محمد { إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ } ودينه { فَٱتَّبِعُونِي } فاتبعوا ديني { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ } يزدكم الله حباً إلى حبكم { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } في اليهودية { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة. نزلت هذه الآية في اليهود لقولهم نحن أبناء الله وأحباؤه على دينه فلما نزلت هذه الآية قال عبد الله بن أبي يأمرنا محمد أن نحبه كما أحبت النصارى المسيح وقالت اليهود يريد محمد أن نتخذه رباً حناناً كما اتخذت النصارى عيسى حناناً فأنزل الله في قولهم { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } في الفرائض { وَٱلرَّسُولَ } في السنن { فإِن تَوَلَّوْا } أعرضوا عن طاعتهما { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } اليهود والمنافقين فلما نزلت هذه الآية قالت اليهود نحن على دين آدم مسلمين.