الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { لَكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } * { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَٰشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ لاَ يَغُرَّنَّكَ } يا محمد خاطب به محمداً وعنى أصحابه { تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } ذهاب اليهود والمشركين ومجيئهم في التجارة { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } منفعة يسيرة في الدنيا { ثُمَّ مَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } الفراش والمصير { لَكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ } يقول والذين وحدوا ربهم بالتوبة من الكفر { لَهُمْ جَنَّاتٌ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون { نُزُلاً } ثواباً { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من الثواب { خَيْرٌ لِّلأَبْرَار } للموحدين مما أعطي الكفار في الدنيا ثم نعت من آمن من أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه فقال { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ } القرآن { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } من الكتاب التوراة { خَاشِعِينَ للَّهِ } متواضعين ذليلين لله في الطاعة { لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بكتمان صفة محمد ونعته في الكتاب { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة { أُوْلۤـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ } ثوابهم { عِندَ رَبِّهِمْ } في الجنة { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } إذا حاسب فحسابه سريع ثم حثهم على الصبر في الجهاد والمرازي فقال { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { ٱصْبِرُواْ } على الجهاد مع نبيكم { وَصَابِرُواْ } كاثروا وغالبوا على عدوكم { وَرَابِطُواْ } أنفسكم على عدوكم مع نبيكم ما أقاموا ويقال اصبروا على أداء الفرائض واجتناب المعاصي وصابروا وغالبوا وكاثروا أهل الأهواء والبدع ورابطوا الخيول في سبيل الله { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أطيعوا الله فيما أمركم فلا تتركوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة و العذاب.