{ مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } والكافرين { عَلَىٰ مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ } من الدين { حَتَّىٰ } يصير المؤمن كافراً والكافر مؤمناً إن كان في قضائه كذلك { يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ } الشقي من السعيد والكافر من المؤمن والمنافق من المخلص { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ } يا أهل مكة { عَلَى ٱلْغَيْبِ } على ذلك حتى تعلموا من يؤمن ومن لا يؤمن { وَلَكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِي } يصطفي { مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ } يعني محمداً فيطلعه على بعض ذلك بالوحي { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } وبجملة الرسل والكتب { وَإِن تُؤْمِنُواْ } بالله وبجملة الكتب والرسل { وَتَتَّقُواْ } الكفر والشرك { فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } ثواب وافر في الجنة ثم ذكر بخلهم يعني اليهود والمنافقين بما أعطاهم الله فقال { وَلاَ يَحْسَبَنَّ } لا يظنن { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ } أعطاهم الله { مِن فَضْلِهِ } من المال { هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ } سيجعل { مَا بَخِلُواْ بِهِ } من المال يعني الذهب والفضة طوقاً من النار في عنقهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات المطر والأرض النبات ويقال يموت أهل السموات والأرض ويبقى الملك لله الواحد القهار { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من البخل والسخاء { خَبِيرٌ } ثم ذكر مقالة اليهود فنحاص بن عازوراء وأصحابه حين قالوا يا محمد إن الله فقير يطلب منا القرض فقال { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } يعني فنحاص بن عازوراء وأصحابه { إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ } محتاج يطلب منا القرض { وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ } ولا نحتاج إلى قرضه { سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ } سنحفظ عليهم ما قالوا في الآخرة { وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ } ونحفظ عليهم قتلهم الأنبياء { بِغَيْرِ حَقٍّ } بلا جرم { وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } الشديد { ذٰلِكَ } العذاب { بِمَا قَدَّمَتْ } عملت { أَيْدِيكُمْ } في اليهودية { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } أن يأخذكم بلا جرم { ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } هم الذين قالوا يعني اليهود { إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا } أمرنا في الكتاب { أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ } أن لا نصدق أحداً بالرسالة { حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ } يعنون حتى يأتينا بنار تأكل القربان كما كانت في زمن الأنبياء { قُلْ } يا محمد { قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ } من القربان زكريا ويحيى وعيسى { فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ } يحيى وزكريا وقد كان القربان في زمانهم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } في مقالتكم فقالوا ما قتل آباؤنا الأنبياء زوراً.