الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } * { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } * { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَ ٱللَّهِ كَمَن بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قال لأصحاب محمد { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَكُونُواْ } في الحرب { كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في السر يعني عبد الله بن أبي وأصحابه في الطريق إلى المدينة { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } المنافقين { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } إذا خرجوا مع أصحاب محمد في سفر { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } أو خرجوا في غزاة مع نبيهم { لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا } في المدينة { مَا مَاتُواْ } في سفرهم { وَمَا قُتِلُواْ } في غزاتهم { لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ } يقول ليجعل الله ذلك الظن { حَسْرَةً } حزناً { فِي قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ يُحْيِـي } في السفر { وَيُمِيتُ } في الحضر { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تقولون { بَصِيرٌ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يا معشر المنافقين { أَوْ مُتُّمْ } في بيوتكم وكنتم مخلصين { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ } لذنوبكم { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { خَيْرٌ } لكم { مِّمَّا يَجْمَعُونَ } في الدنيا من الأموال { وَلَئِنْ مُّتُّمْ } في حضر أو سفر { أَوْ قُتِلْتُمْ } في غزاة { لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } بعد الموت { فَبِمَا رَحْمَةٍ } فبرحمة { مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ } جانبك وجناحك { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً } باللسان { غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ } غليظاً بالقلب { لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } لتفرقوا من عندك { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } عن أصحابك في شيء يكون منهم { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ } من ذلك الذنب { وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } في أمر الحرب { فَإِذَا عَزَمْتَ } صرفت على شيء { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } بالنصر والدولة { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } عليه { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ } مثل يوم بدر { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } فلا يغلب عليكم أحد من عدوكم { وَإِن يَخْذُلْكُمْ } مثل يوم أحد.

{ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم } على عدوكم { مِّنْ بَعْدِهِ } من بعد خذلانه { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله بالنصرة والدولة. ثم ذكر ظنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقسم لنا من الغنائم شيئاً ولقبل ذلك تركوا المركز فقال { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ } ما جاز لنبي { أَنْ يَغُلَّ } أن يخون أمته في الغنائم وإن قرأت أن يغل يقول أن تخونه أمته { وَمَن يَغْلُلْ } من الغنائم شيئاً { يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } حاملاً له على عنقه { ثُمَّ تُوَفَّىٰ } توفر { كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } بما عملت من الغلول وغيره { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَ ٱللَّهِ } في أخذ الخمس وترك الغلول { كَمَن بَآءَ بِسَخْطٍ مِّنَ ٱللَّهِ } كمن استوجب عليهم سخط الله بالغلول { وَمَأْوَاهُ } مصير الغال { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } صاروا إليه.