الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } * { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ } * { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللهِ كِتَٰباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي ٱلشَّٰكِرِينَ }

{ قَدْ خَلَتْ } قد مضت في الأمم الذين مضوا { مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } بالثواب والمغفرة لمن تاب والعذاب والهلاك لمن لم يتب { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ } وتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } كيف صار آخر أمر { ٱلْمُكَذِّبِينَ } بالرسل الذين لم يتوبوا من تكذيبهم { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } هذا القرآن بيان بالحلال والحرام للناس { وَهُدًى } من الضلالة { وَمَوْعِظَةٌ } عظة ونهي { لِّلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش، ثم عزاهم فيما أصابهم يوم أحد فقال { وَلاَ تَهِنُوا } لا تضعفوا مع عدوكم { وَلاَ تَحْزَنُوا } على ما فاتكم من الغنائم يوم أحد ولا على ما أصابكم من القتل والجراحة { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } آخر الأمر لكم بالنصرة والدولة { إِنْ كُنْتُمْ } إذ كنتم { مُّؤْمِنِينَ } أن النصرة والدولة من الله { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ } إن أصابكم جرح يوم أحد { فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ } فقد أصاب أهل مكة يوم بدر { قَرْحٌ } جرح { مِّثْلُهُ } مثل ما أصابكم يوم أحد { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ } أيام الدنيا { نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } بالدولة نديل المؤمنين على الكافرين والكافرين على المؤمنين { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ } لكي يرى الله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في زمن الجهاد { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ } يكرم من يشاء منكم بالشهادة { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين ودينهم ودولتهم { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ } لكي يغفر الله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بما يصيبهم في الجهاد { وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ } يهلك الكافرين في الحرب { أَمْ حَسِبْتُمْ } أظننتم يا معشر المؤمنين { أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } بلا قتال { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } لم ير الله { ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ } يوم أحد في سبيل الله { وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } ولم ير الصابرين على قتال عدوهم مع نبيهم يوم أحد { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ } في الحرب { مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ } يوم أحد { فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ } القتال والحرب يوم أحد { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } إلى سيوف الكفار فانهزمتم منهم ولم تثبتوا مع نبيكم. ثم نزل في مقالتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلغنا يا نبي الله أنك قد قتلت فلذلك انهزمنا فقال الله { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ } قد مضت من قبل محمد { ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ } محمد { أَوْ قُتِلَ } في سبيل الله { ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } أترجعون أنتم إلى دينكم الأول { وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } يرجع إلى دينه الأول { فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ } فلن ينقص الله رجوعه { شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ } المؤمنين بإيمانهم وجهادهم { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ } يقول لا تموت نفس { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } بإرادة الله وقضائه { كِتَاباً مُّؤَجَّلاً } مؤقتاً كتابة أجله ورزقه سواء لا يسبق أحدهما صاحبه { وَمَن يُرِدْ } بعمله وجهاده { ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } منفعة الدنيا { نُؤْتِهِ مِنْهَا } نعطه من الدنيا ما يريد وما له في الآخرة من نصيب { وَمَن يُرِدْ } بعمله وجهاده { ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ } منفعة الآخرة { نُؤْتِهِ مِنْهَا } نعطه من الآخرة ما يريد { وَسَنَجْزِي ٱلشَّاكِرِينَ } المؤمنين بإيمانهم وجهادهم.