الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ } * { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } * { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

{ لِيَقْطَعَ طَرَفاً } يقول لو نزل المدد لم ينزل إلا ليقتل جمعاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } يهزمهم { فَيَنقَلِبُواْ } يرجعوا { خَآئِبِينَ } من الدولة والغنيمة { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } ليس بيدك التوبة والعذاب إن تدع على المنهزمين يوم أحد من الرماة وغيرهم { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } يقول إن شاء الله أن يتوب عليهم فتجاوز عنهم { أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } بترك المركز { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } بترك المركز ويقال نزلت في الحيين عصية وذكوان دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم حين قتلوا أصحابه { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } لمن كان أهلاً لذلك { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني ثقيفاً { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا أَضْعَافاً } على الدرهم { مُّضَاعَفَةً } في الأجل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واخشوا الله في أكل الربا { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة والعذاب { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ } اخشوا النار في أكل الربا { ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ } خلقت { لِلْكَافِرِينَ } بالله وبتحريم الربا { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } في تحريم الربا وفي تركه { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا وتنجوا فلا تعذبوا { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } بادروا بالتوبة من الربا وسائر الذنوب إلى تجاوز من ربكم { وَجَنَّةٍ } وإلى جنة بعمل صالح وترك الربا { عَرْضُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ } لو وصل بعضها إلى بعض { أُعِدَّتْ } خلقت { لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش وأكل الربا. ثم بينهم فقال { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } يقول ينفقون أموالهم في سبيل الله في اليسر والعسر { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } الكاظمين غيظهم المرددين حدتهم في أجوافهم { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } عن المملوكين { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } إلى المملوكين والأحرار. ثم نزل في رجل من الأنصار لأجل نظرة ولمسة وقبلة أصابها من امرأة الرجل الثقفي فقال { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } معصية { أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالنظرة واللمسة والقبلة { ذَكَرُواْ ٱللَّهَ } خالوا الله { فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } تابوا من ذنوبهم { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ } ذنوب التائب { إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ } من المعصية { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنها معصية لله { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } لذنوبهم { وَجَنَّاتٌ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } دائمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } ثواب التائبين الجنة وما ذكر.