الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } * { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ } * { بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } * { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ }

{ إِن تَمْسَسْكُمْ } تصبكم { حَسَنَةٌ } الفتح والغنيمة { تَسُؤْهُمْ } ساءهم ذلك يعني اليهود والمنافقين { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ } القحط والجدوبة والقتل والهزيمة { يَفْرَحُواْ بِهَا } يعجبوا بها { وَإِن تَصْبِرُواْ } على أذاهم { وَتَتَّقُواْ } معصية الله { لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } عداوتهم وصنيعتهم شيئاً { إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ } من المخالفة والعداوة { مُحِيطٌ } عالم { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ } خرجت من المدينة يوم أحد { تُبَوِّىءُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } تتخذ للمؤمنين بأحد { مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } أمكنة لقتال عدوهم { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالتكم { عَلِيمٌ } بما يصيبكم وبترككم المركز { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ } أضمرت قبيلتان من المؤمنين بنو سلمة وبنو حارثة { أَن تَفْشَلاَ } أن تجبنا عن قتال العدو يوم أحدٌ { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } حافظهما ولاهما عن ذلك { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله في النصرة والفتح { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ } يوم بدر { وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } قليلة ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فاخشوا الله في أمر الحرب ولا تخالفوا السلطان الذي معكم { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا نصرته ونعمته { إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ } يوم أحد { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ } مع عدوكم { أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ } أن ينصركم ربكم { بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ } من السماء لنصرتكم { بَلَىۤ } يكفيكم { إِن تَصْبِرُواْ } مع نبيكم في الحرب { وَتَتَّقُواْ } معصيته ومخالفته { وَيَأْتُوكُمْ } يعني أهل مكة { مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا } من وجه مكة { يُمْدِدْكُمْ } ينصركم { رَبُّكُمْ } على عدوكم { بِخَمْسَةِ آلاۤفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } معلمين ويقال متعممين بعمائم الصوف { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } ما ذكر الله المدد { إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ } بالنصرة { وَلِتَطْمَئِنَّ } لتسكن { قُلُوبُكُمْ بِهِ } بالمدد { وَمَا ٱلنَّصْرُ } بالملائكة { إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } من الله { ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمِ } بالنصرة والدولة لمن يشاء، ويقال الحكيم بما أصابكم يوم أحد.