الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } * { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } * { وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } * { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } * { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

{ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ } هذه الأمثال { نَضْرِبُهَا } نبينها { لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ } يعني أمثال القرآن { إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } بالله الموحدون { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } للحق لا للباطل { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرته من الأمثال { لآيَةً } لعبرة { لِّلْمُؤْمِنِينَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } يقول اقرأ عليهم يا محمد ما أنزل إليك جبريل به يعني القرآن { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أتم الصلوات الخمس { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ } المعاصي { وَٱلْمُنْكَرِ } ما لا يعرف في شريعة ولا سنة ما دام الرجل فيها فهي تمنعه عن ذلك { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } يقول ذكر الله إياكم بالمغفرة والثواب أكبر من ذكركم إياه بالصلاة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } من الخير والشر { وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } لا تخاصموا اليهود والنصارى { إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } يعني بالقرآن { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } من وفد بني نجران بالملاعنة { وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا } يعني القرآن { وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ } يعني التوارة والإنجيل { وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } مخلصون له بالعبادة والتوحيد مقرون به { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } يقول هكذا أنزلنا إليك جبريل بالكتاب لتقرأ عليهم ما فيه من الأمر والنهي والأمثال { فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { يُؤْمِنُونَ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ } من أهل مكة { مَن يُؤْمِنُ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } كعب وأصحابه وأبو جهل وأصحابه { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ } تقرأ { مِن قَبْلِهِ } من قبل القرآن { مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ } لا تكتبه { بِيَمِينِكَ إِذاً } لو كنت قارئاً أو كاتباً { لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } لشك اليهود والنصارى والمشركون لأن في كتابهم أنك أمي لا تقرأ ولا تكتب { بَلْ هُوَ } يعني نعتك وصفتك { آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } علامات بينات علمها { فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم بالتوراة ويقال بل هو يعني القرآن آيات بينات مبينات بالحلال والحرام والأمر والنهي في صدور الذين أوتوا العلم أعطوا العلم بالقرآن { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } الكافرون واليهود والنصارى والمشركون { وَقَالُواْ } وقالت اليهود والنصارى والمشركون { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } هلا أنزل على محمد { آيَاتٌ } علامات { مِّن رَّبِّهِ } كما أنزل على موسى وعيسى { قُلْ } لهم يا محمد { إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ } إنما العلامات من عند الله تجيء { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { مُّبِينٌ } بلغة تعلمونها.