الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } * { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } * { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } يعني قريات لوط { رِجْزاً } عذاباً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بالحجارة { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يكفرون ويعصون { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ } تركناها يعني قريات لوط { آيَةً } علامة { بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون ويعلمون ما فعل بهم فلا يقتدون بهم { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ } وأرسلنا إلى مدين { أَخَاهُمْ } نبيهم { شُعَيْباً فَقَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ } خافوا يوم القيامة { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } لا تعملوا في الأرض بالفساد والمعاصي { فَكَذَّبُوهُ } بالرسالة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } الزلزلة بالعذاب { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } فصاروا في مجمعهم { جَاثِمِينَ } ميتين لا يتحركون { وَعَاداً } أهلكنا قوم هود { وَثَمُودَاْ } أهلكنا قوم صالح { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم } يا أهل مكة { مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } من خراب منازلهم ما فعل بهم { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } في الشرك وحالهم في الشدة والرخاء { فَصَدَّهُمْ } فصرفهم بذلك { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } عن الحق والهدى { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } كانوا يرون أنهم على الحق ولم يكونوا على الحق { وَقَارُونَ } أهلكنا قارون { وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } وزير فرعون { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } عن الإيمان ولم يؤمنوا بالآيات { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } فائتين من عذاب الله { فَكُلاًّ } فكل قوم { أَخَذْنَا بِذَنبِهِ } في الشرك { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } حجارة وهم قوم لوط { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } بالعذاب وهم قوم شعيب وصالح { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } غارت به الأرض وهو قارون ومن معه { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } في البحر وهو فرعون وقومه { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } بإهلاكهم { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالكفر والشرك وتكذيب الرسل { مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ } أرباباً من الأوثان { كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً } مسكناً { وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ } أضعف البيوت { لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ } يقول إن بيت العنكبوت لا يقيها من حر ولا برد كذلك الآلهة لا تنفع من عبدها في الدنيا ولا في الآخرة { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } هذا المثل ولكن لا يعلمون ولا يصدقون بذلك { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ } ما يعبدون { مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } من الأوثان أنها لا تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن يعبدها { ٱلْحَكِيمُ } حكم أن لا يعبد غيره.