الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } * { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ }

{ وَوَهَبْنَا لَهُ } لإبراهيم { إِسْحَاقَ } ولداً { وَيَعْقُوبَ } ولد الولد { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ } نسله { ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ } يقول أكرمنا ذريته بالنبوة والكتاب والولد الطيب وكان فيهم الأنبياء والكتب { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا } أكرمناه بالنبوة والثناء الحسن والولد الطيب في الدنيا { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } مع آبائه المرسلين في الجنة { وَلُوطاً } أرسلنا لوطاً إلى قومه { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } اللواطة { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ } يقول لم يعمل قبلكم أحد من العالمين عملكم الخبيث { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ } أدبار الرجال { وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } نسل الولد ويقال تقطعون السبيل على من مر بكم من الغرباء { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } تعملون في مجالسكم المنكر نحو عشر خصال كانوا يعملونها في مجالسهم مثل الخذف بالبندق والفحش وغير ذلك { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } فلم يكن جواب قوم لوط { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } بمجيء عذاب الله علينا إن لم نؤمن { قَالَ } لوط { رَبِّ ٱنصُرْنِي } أعني بالعذاب { عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } المشركين { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ } جبريل ومن معه من الملائكة إلى إبراهيم { بِٱلْبُشْرَىٰ } فبشروه بالولد { قَالُوۤاْ } لإبراهيم { إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } قريات لوط { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } مشركين اجترحوا الهلاك على أنفسهم بعملهم الخبيث { قَالَ } إبراهيم { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } كيف تهلكهم يا جبريل { قَالُواْ } يعني جبريل ومن معه من الملائكة { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ } ابنتيه زاعورا وريثا { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } واعلة المنافقة { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } تتخلف مع المتخلفين بالهلاك { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا } جبريل ومن معه من الملائكة { لُوطاً } إلى لوط { سِيءَ بِهِمْ } ساءه مجيئهم { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } اغتم بمجيئهم اغتماماً شديداً لما خاف عليهم من عمل قومه الخبيث { وَقَالُواْ } يعني جبريل ومن معه للوط { لاَ تَخَفْ } علينا { وَلاَ تَحْزَنْ } لأمرنا من الهلاك { إِنَّا مُنَجُّوكَ } من قومك { وَأَهْلَكَ } ابنتيك { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } المنافقة { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } تتخلف مع المتخلفين بالهلاك.