الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَإِن تُكَذِّبُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة يا معشر قريش { فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } رسلهم بالرسالة فأهلكناهم { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } تبليغ الرسالة عن الله { ٱلْمُبِينُ } يبين لهم بلغة يعلمونها { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يخبروا كفار مكة في الكتاب { كَيْفَ يُبْدِيءُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ } من النطفة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يوم القيامة { إِنَّ ذٰلِكَ } إبداءه وإعادته { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } هين { قُلْ } يا محمد { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ } الله { ٱلْخَلْقَ } من النطفة وأهلكهم بعد ذلك { ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ } يخلق الله الخلق يوم القيامة { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الخلق والبعث والموت والحياة { قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } يميت من يشاء على الكفر فيعذبه { وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ } يميت من يشاء على الإيمان فيرحمه { وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } ترجعون بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { وَمَآ أَنتُمْ } يا أهل مكة { بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله { فِي ٱلأَرْضِ } من أهل الأرض { وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } ولا من أهل السماء. { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعكم { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع يمنعكم من عذاب الله { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني اليهود والنصارى وسائر الكفار { وَلِقَآئِهِ } وكفروا بالبعث بعد الموت { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي } من جنتي وهم اليهود والنصارى أن يكون في الجنة الأكل والشرب والجماع من جنته { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } لم يكن جواب قوم إبراهيم حيث دعاهم إلى الله تعالى { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } بالنار { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } سالماً { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما فعلنا بقوم إبراهيم { لآيَاتٍ } لعبرات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَقَالَ } إبراهيم لقومه { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ } عبدتم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً } أحجاراً { مَّوَدَّةَ } صلة { بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } لا تبقى { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ } يتبرأ بعضكم من بعض { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ } مصيركم { ٱلنَّارُ } يعني العابد والمعبود { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } فقال له لوط صدقت يا إبراهيم { وَقَالَ } إبراهيم { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } راجع إلى طاعة ربي وخرج من حران إلى فلسطين { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة منهم { ٱلْحَكِيمُ } حكم التحويل من بلد إلى بلد لقبل سلامة أمر الدين والزيادة.