الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ }

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { وَيَخْتَارُ } من خلقه بالنبوة من يشاء يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { مَا كَانَ لَهُمُ } لأهل مكة { ٱلْخِيَرَةُ } الاختيار { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { وَتَعَالَىٰ } تبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } ما تضمر قلوبهم من البغض والعداوة { وَمَا يُعْلِنُونَ } ما يظهرون من المعاصي { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا ولد له ولا شريك له { لَهُ ٱلْحَمْدُ } له الشكر { فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } على أهل الأرض والسماء ويقال له الحمد والمنة والفضل والإحسان في الأولى والآخرة على أهل الدنيا والآخرة { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } القضاء بينهم { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت { قُلْ } لهم يا محمد لأهل مكة { أَرَأَيْتُمْ } ما تقولون يا معشر الكفار { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ } إن ترك الله عليكم الليل مظلماً { سَرْمَداً } دائماً { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } لا نهار فيه { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } سوى الله { يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } بنهار { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } أفلا تطيعون من جعل لكم الليل والنهار { قُلْ } لهم يا محمد أيضاً { أَرَأَيْتُمْ } ما تقولون { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ } إن ترك الله عليكم { ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً } دائماً { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } لا ليل فيه { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } سوى الله { يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } تستقرون فيه { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } أفلا تصدقون من جعل لكم خلق لكم الليل والنهار { وَمِن رَّحْمَتِهِ } نعمته { جَعَلَ لَكُمُ } خلق لكم { ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } لتستقروا في الليل { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } لكي تطلبوا بالنهار فضله بالعلم والعبادة { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا نعمته عليكم بالليل والنهار { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تقولون إنهم شركائي { وَنَزَعْنَا } أخرجنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } نبياً يشهد عليهم بالبلاغ وهو نبيهم الذي كان فيهم في الدنيا { فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } حجتكم لماذا رددتم على الرسل { فَعَلِمُوۤاْ } علم كل أمة { أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } أن عبادة الله ودين الله الحق وأن القضاء فيهم لله { وَضَلَّ عَنْهُمْ } اشتغل عنهم بأنفسهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعبدون بالكذب { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } ابن عم موسى { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } فتطاول على موسى وهارون وقومهما فقال لموسى الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شيء لا أرضى بهذا ورد على موسى نبوته { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { مِنَ ٱلْكُنُوزِ } يعني الأموال { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ } مفاتيح خزائنه { لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ } لتثقل بالجماعة { أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ } ذوي القوة وهم أربعون رجلاً يحملون مفاتيح خزائنه { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } قوم موسى { لاَ تَفْرَحْ } لا تبطر بالمال وتشرك { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } البطرين في المال.