الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } * { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } * { وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } * { فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } أهل القرى { حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا } في أعظمها مكة ويقال إلى عظمائها وكبرائها { رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } بالأمر والنهي { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ } أهل القرى { إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } مشركون { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } ما أعطيتم من المال والخدم يا معشر قريش { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } كمتاع الحياة الدنيا الخزف والزجاج { وَزِينَتُهَا } زهرتها لا تبقى هذه الزهرة { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } لمحمد وأصحابه في الجنة { خَيْرٌ } أفضل { وَأَبْقَىٰ } أدوم مما لكم في الدنيا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفليس لكم ذهن الإنسانية إن الدنيا فانية والآخرة باقية { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً } يعني الجنة وهو محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه ويقال هو عثمان بن عفان { فَهُوَ لاَقِيهِ } معاينه في الآخرة { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أعطيناه المال والخدم في الدنيا يعني أبا جهل بن هشام { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } من المعذبين في النار { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ } الله يعني أبا جهل وأصحابه { فَيَقُولُ } الله عز وجل { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تعبدون وتقولون إنهم شركائي { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ } وجب عليهم { ٱلْقَوْلُ } بالسخط والعذاب وهم الرؤساء { رَبَّنَا } يا ربنا { هَـٰؤُلاۤءِ } السفلة { ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ } أضللنا { أَغْوَيْنَاهُمْ } أضللناهم عن الحق والهدى { كَمَا غَوَيْنَا } ضللنا عن الحق والهدى { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ } منهم { مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } بأمرنا { وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } آلهتكم حتى يمنعوكم من عذاب الله { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } فلم يجيبوهم برفع عذاب الله عنهم { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } القادة والسفلة { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } تمنوا لو أنهم كانوا في الدنيا على الحق والهدى { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ } الكفار { فَيَقُولُ } الله لهم { مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } بما دعوكم { فَعَمِيَتْ } فالتبست { عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ } الأخبار والإجابة { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } لا يجيبون { فَأَمَّا مَن تَابَ } من الكفر { وَآمَنَ } بالله { وَعَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه { فَعَسَىٰ } وعسى من الله واجب { أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } من الناجين من السخط والعذاب.