الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } * { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ }

قال الله { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } فإن لم يجيبوك الظلمة بما سألتهم { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان { وَمَنْ أَضَلُّ } أكفر عن الحق والهدى { مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان { بِغَيْرِ هُدىً مِّنَ ٱللَّهِ } بغير حجة وبيان من الله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } بيّنا لهم بالقرآن بالتوحيد { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا بالقرآن فيؤمنوا { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة { مِن قَبْلِهِ } من قبل مجيء محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن يعني عبد الله بن سلام وأصحابه نحو أربعين رجلاً منهم من جاء من الشام ومنهم من جاء من اليمن { هُم بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يُؤْمِنُونَ } يوقنون { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } يقرأ عليهم القرآن بنعت محمد صلى الله عليه وسلم وصفته { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ } من قبل قراءة القرآن علينا { مُسْلِمِينَ } مقرين بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } يعطون ثوابهم ضعفين { بِمَا صَبَرُواْ } على أذى الكفار وطعنهم متى بينوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتابهم ودخلوا في دين محمد عليه الصلاة والسلام { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } يدفعون بالكلام الحسن بلا إله إلا الله الكلام القبيح الشرك من غيرهم { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أعطيناهم من الأموال { يُنفِقُونَ } يتصدقون { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ } الباطل يعني طعنة الكفار عليهم { أَعْرَضُواْ عَنْهُ } كراماً { وَقَالُواْ } معروفاً { لَنَآ أَعْمَالُنَا } عبادة الله ودين الإسلام { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } عليكم أعمالكم عبادة الأوثان ودين الشيطان الشرك بالله { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } هداكم الله { لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } لا نطلب دين المشركين بالله { إِنَّكَ } يا محمد { لاَ تَهْدِي } لا تعرف { مَنْ أَحْبَبْتَ } إيمانه يعني أبا طالب { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي } يوفق ويرشد ويعرف { مَن يَشَآءُ } لدينه أبا بكر وعمر وأصحابهما { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } لدينه { وَقَالُواْ } حارث بن عمرو النوفلي وأصحابه { إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ } التوحيد { مَعَكَ } يا محمد { نُتَخَطَّفْ } نطرد { مِنْ أَرْضِنَآ } مكة { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ } ننزلهم ونجعل لهم { حَرَماً آمِناً } من أن يهاج فيه { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } يحمل إليه ألوان كل شيء من الثمرات { رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا } طعاماً لهم من عندنا فكيف أسلط عليهم الكفار إن آمنوا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } من أهل قرية { بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } كفرت بمعيشتها { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ } منازلهم { لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ } من بعد هلاكهم { إِلاَّ قَلِيلاً } منها يسكنها المسافرون وسائرها خراب { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ } المالكين على ما ملكوا وتركوا بعد هلاكهم.