الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } * { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } أهلكناهم في الدنيا بالغرق { وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } سود الوجوه وزرق الأعين { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ } من قبل موسى { بَصَآئِرَ } بياناً { لِلنَّاسِ } لبني إسرائيل { وَهُدىً } من الضلالة { وَرَحْمَةً } لمن آمن به { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا فيؤمنوا به { وَمَا كُنتَ } يا محمد { بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } الجبل { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } حيث أمرنا موسى الإتيان إلى فرعون { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } من الحاضرين هناك { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا } خلقنا { قُرُوناً } قرناً بعد قرن وبيّنا قصة الأول للآخر كما بيّنا لك { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } الأجل فلم يؤمنوا فأهلكناهم قرناً بعد قرن { وَمَا كُنتَ } يا محمد { ثَاوِياً } مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } تقرأ على قومك أياتنا القرآن تخبرهم { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } الرسل إلى القرون الأولى وبيّنا قصة الأول للآخر كما بيّنا لك قصة الأولين { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ } جبل زبير { إِذْ نَادَيْنَا } حيث كلمنا موسى ويقال إذ نادينا أمتك { وَلَـٰكِن } علمناك وأرسلناك { رَّحْمَةً } نعمة ومنة { مِّن رَّبِّكَ } إذ أرسل إليك جبريل بالقرآن بأخبار الأمم { لِتُنذِرَ قَوْماً } لكي تخوف قوماً بالقرآن { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ } لم يأتهم رسول مخوف { مِّن قَبْلِكَ } يعني قريشاً { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا فيؤمنوا { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } ولولا أن يصيب قومك قريشاً عذاب يوم القيامة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } بما اكتسبوا في كفرهم { فَيَقُولُواْ } عند نزول العذاب بهم يوم القيامة { رَبَّنَا } يا ربنا { لَوْلاۤ } هلا { أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } مع الكتاب قبل العذاب { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ } كتابك ورسولك { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالكتاب والرسول لأهلكناهم قبلك ولكن أرسلناك إليهم بالقرآن لكي لا يكون لهم حجة علينا { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ } كفار مكة { لَوْلاۤ أُوتِيَ } هلا أعطي محمد عليه الصلاة والسلام يعني اليد والعصا والمن والسلوى والقرآن جملة { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ } أعطي { مُوسَىٰ } بزعمه { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ } كفار مكة { بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } أعطي موسى { مِن قَبْلُ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم يعني التوراة { قَالُواْ } كفار مكة { سِحْرَانِ } يعني التوراة والقرآن { تَظَاهَرَا } تعاونا { وَقَالُواْ } كفار مكة { إِنَّا بِكُلٍّ } بالتوراة والقرآن { كَافِرُونَ } جاحدون { قُلْ } لهم يا محمد { فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ } أصوب { مِنْهُمَآ } من التوراة والقرآن { أَتَّبِعْهُ } أعمل به { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن التوراة والقرآن سحران تظاهرا فلم يقدروا أن يأتوا.