الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } * { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ }

{ قَالَ } موسى { رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } بدلها { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } أبين مني كلاماً وكان على لسان موسى رتة { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً } معيناً { يُصَدِّقُنِي } يعبر عني كلامي ويصدق قولي { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } بالرسالة { قَالَ } الله { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ } سنقوي ظهرك { بِأَخِيكَ } هارون { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً } عذراً وحجة مقدم ومؤخر { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ } إلى قتلكما { أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا } بالإيمان والآيات { ٱلْغَالِبُونَ } على فرعون وقومه { فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا } اليد والعصا { بَيِّنَاتٍ } مبينات { قَالُواْ } يا موسى { مَا هَـٰذَآ } الذي جئتنا به { إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى } كذب مختلق من تلقاء نفسك { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الذي تقول يا موسى { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } من آبائنا الماضين { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ } بالرسالة والتوحيد { مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ } الجنة في الآخرة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ } لا يأمن ولا ينجو { ٱلظَّالِمُونَ } المشركون من عذاب الله { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰأَيُّهَا ٱلْملأُ } يا رجال أهل مصر { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ } ما عرفت لكم { مِّنْ إِلَـٰهٍ } إلهاً { غَيْرِي } فلا تطيعوا موسى { فَأَوْقِدْ لِي } أي النار { يَٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ } فاطبخ لي يا هامان من الطين آجراً { فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً } قصراً { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ } أصعد وأنظر { إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } الذي يزعم أنه في السماء وأرسله إلي { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } ليس في السماء من إله { وَٱسْتَكْبَرَ } تعظم عن الإيمان { هُوَ } فرعون { وَجُنُودُهُ } جموعه القبط { فِي ٱلأَرْضِ } في أرض مصر { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بغير أن كان لهم ذلك { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } في الآخرة { فَأَخَذْنَاهُ } يعني فرعون بكلمته الأولى أنا ربكم الأعلى والأخرى ما علمت لكم من إله غيري { وَجُنُودَهُ } جموعه القبط { فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } فألقيناهم فطرحناهم في البحر { فَٱنظُرْ } يا محمد { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } آخر أمر المشركين فرعون وقومه { وَجَعَلْنَاهُمْ } خذلناهم { أَئِمَّةً } قادة إلى الكفار والضلال { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } إلى الكفر والشرك وعبادة الأوثان { وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من عذاب الله.