الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ } * { قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } * { قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } * { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } * { ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا } وهي الصغرى { يَٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَأْجَرْتَ } من الأجراء هو { ٱلْقَوِيُّ } على الحمل الثقيل { ٱلأَمِينُ } على الأمانة ثم { قَالَ } يثرون لموسى { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ } أزوجك يا موسى { إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي } تعمل لي في غنمي { ثَمَانِيَ حِجَجٍ } ثمان سنين { فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً } عشر سنين { فَمِنْ عِندِكَ } الزيادة { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ } في الزيادة { سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } بالوفاء { قَالَ } موسى { ذَلِكَ } الشرط { بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } الثمان أو العشر { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } فلا سبيل لك علي { وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ } من الشرط والوفاء { وَكِيلٌ } شهيد { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ } عشر سنين { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } نحو مصر { آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً } رأى عن يسار الطريق ناراً { قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ } انزلوا ها هنا { إِنِّيۤ آنَسْتُ } رأيت { نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا } من عند النار { بِخَبَرٍ } عن الطريق وقد كان تحير في الطريق { أَوْ جَذْوَةٍ } قطعة { مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } لكي تدفؤوا بها وكانوا في شدة من الشتاء { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِ ٱلأَيْمَنِ } عن يمين موسى { فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ } بالماء والشجر { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } من نحو الشجر { أَن يَٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الجن والإنس { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } من يدك { فَلَمَّا رَآهَا } بعد ما ألقاها { تَهْتَزُّ } تتحرك رافعة رأسها { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } حية لا صغيرة ولا كبيرة { وَلَّىٰ مُدْبِراً } هارباً منها { وَلَمْ يُعَقِّبْ } ولم يلتفت إليها قال الله { يَٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ } إليها { وَلاَ تَخَفْ } منها { إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } من شرها فأخذها موسى فإذا هي عصا كما كانت قال الله له { ٱسْلُكْ } أدخل { يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } في إبطك يا موسى { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ } لها ضوء كضوء الشمس { مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } من غير برص { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } أدخل يدك في إبطك بعد ذلك { مِنَ ٱلرَّهْبِ } من الفرق إذا أرهبت بها الناس { فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ } فهاتان حجتان { مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } قومه { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } كافرين مفسدين في شركهم.