الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } * { وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } * { فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } * { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } * { فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } * { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

{ فَأَصْبَحَ } فصار { فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً } من قتل القبطي { يَتَرَقَّبُ } ينتظر متى يؤخذ به { فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ } استعان به { بِٱلأَمْسِ } على القبطي { يَسْتَصْرِخُهُ } يستغيثه على آخر من القبط { قَالَ لَهُ } للإسرائيلي { مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } مجادل بيّن الجدال وأقبل عليه بالعون { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ } أن يأخذ { بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا } القبطي ظن الإسرائيلي أنه يريده { قَالَ } أي الإسرائيلي { يَٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي } اليوم { كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً } قبطياً { بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ } ما تريد { إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً } قتالاً { فِي ٱلأَرْضِ } في أرض مصر { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } من المتورعين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر { وَجَآءَ رَجُلٌ } وهو حزقيل { مِّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ } من أسفل المدينة ويقال من وسط المدينة { يَسْعَىٰ } يسرع ويشتد في مشيه { قَالَ يَٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ } أولياء المقتول { يَأْتَمِرُونَ بِكَ } اتفقوا عليك { لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ } من المدينة { إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } من المشفقين { فَخَرَجَ } موسى { مِنْهَا } من المدينة { خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } ينتظر ويلتفت متى يلحق ويؤخذ به { قَالَ } عند ذلك { رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أهل مصر { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ } سار نحو مدين خاف أن يخطئ الطريق { قَالَ عَسَىٰ } لعل { رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي } أن يرشدني { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } قصد الطريق نحو مدين { وَلَمَّا وَرَدَ } بلغ { مَآءَ مَدْيَنَ } وهو بئر { وَجَدَ عَلَيْهِ } على الماء { أُمَّةً } جماعة { مِّنَ ٱلنَّاسِ } أربعين رجلاً { يَسْقُونَ } غنمهم { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ } من ورائهم { ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ } تحبسان غنمهما عن الماء من ضعفهما حتى يفرغ القوم { قَالَ } لهما موسى { مَا خَطْبُكُمَا } ما بالكما لا تسقيان غنمكما { قَالَتَا لاَ نَسْقِي } لا نقدر أن نسقي غنمنا { حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ } حتى يفرغ القوم ثم نسقي { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } ليس له أحد يعينه غيرنا { فَسَقَىٰ لَهُمَا } فسقى موسى غنمهما وذهبتا إلى أبيهما فأخبرتا أباهما عن خبر موسى { ثُمَّ تَوَلَّىٰ } موسى { إِلَى ٱلظِّلِّ } ظل الشجرة ويقال ظل حائط ويقال كن { فَقَالَ } موسى { رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ } ما قدرت لي { مِنْ خَيْرٍ } من طعام { فَقِيرٌ } محتاج { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا } وهي الصغرى واسمها صفورا { تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ } معترضة رافعة كمها على وجهها كمشي العذارى واضعة يدها على وجهها { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ } ليعطيك { أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } عوض ما سقيت لنا غنمنا { فَلَمَّا جَآءَهُ } موسى إلى أبيها يثرون ابن أخي شعيب وقد مات شعيب قبل ذلك { وَقَصَّ عَلَيْهِ } على يثرون { ٱلْقَصَصَ } فراره من فرعون وغير ذلك { قَالَ } له يثرون { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أهل مصر.