الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } * { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } * { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } * { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } * { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }

{ وَإِذَا وَقَعَ } وجب { ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } بالسخط والعذاب. { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } بين الصفا والمروة وهي عصا موسى ويقال معها عصا موسى { تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا } بآيات ربنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ويقال بخروج الدابة { لاَ يُوقِنُونَ } لا يصدقون وإن قرأت بنصب التاء تضربهم وتجرحهم { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ } من كل أهل دين { فَوْجاً } جماعة { مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { فَهُمْ يُوزَعُونَ } يقول يحبس أولهم على آخرهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوا } اجتمعوا { قَالَ } الله لهم { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } بكتابي ورسولي { وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } يقول جحدتم ولم تعلموا أنها ليست مني { أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الكفر والشرك { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ } وجب القول { عَلَيْهِمْ } بالسخط والعذاب { بِمَا ظَلَمُواْ } بكفرهم وشركهم { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } لا يجيبون { أَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ } مسكناً { لِيَسْكُنُواْ } ليستقروا { فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } مضيئاً مطلباً لمعايشتهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يصدقون { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } وهي نفخة الموت { فَفَزِعَ } مات من { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الملائكة { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } من أهل السماء جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فإنهم لا يموتون في النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك { وَكُلٌّ } يعني أهل السماء وأهل الأرض { أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } يأتون إلى الله يوم القيامة صاغرين ذليلين { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ } يا محمد في النفخة الأولى { تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ساكنة مستقرة { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } في الهواء { صُنْعَ ٱللَّهِ } هذا فعل الله بخلقه { ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ } أحكم { كُلَّ شَيْءٍ } من الخلق { إِنَّهُ خَبِيرٌ } عالم { بِمَا تَفْعَلُونَ } من الخير والشر { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } من جاء يوم القيامة بلا إله إلا الله مخلصاً بها { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } فخيره كله منها ومن قبلها.

{ وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } وهم آمنون من الفزع والعذاب إذا أطبقت النار { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } بالشرك بالله { فَكُبَّتْ } قلبت { وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ } في الآخرة { إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا قل يا محمد { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ } أوحد { رَبِّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني مكة { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } جعلها حرماً { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } من الخلق { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } مع المسلمين على دينهم.