الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ } * { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ }

{ قُل } يا محمد لأهل مكة { لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ } من الملائكة { وٱلأَرْضِ } من الخلق { ٱلْغَيْبَ } متى قيام الساعة ونزول العذاب { إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ } وما يعلم الخلق { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } متى يبعثون من القبور { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } يقول اجتمع علمهم على أن الآخرة لا تكون { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا } من قيام الساعة { عَمُونَ } عمي لا يبصرون { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { أَءِذَا كُنَّا } صرنا { تُرَاباً } رميماً { وَآبَآؤُنَآ } قبلنا { أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } من القبور لمحيون { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا } الذي تعدنا { نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ } من قبلنا { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي تعدنا يا محمد { إِلاَّ أَسَاطِيرُ } أحاديث { ٱلأَوَّلِينَ قُلْ } يا محمد لأهل مكة { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ } { فَاْنظُرُواْ } فاعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } آخر أمر المشركين { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } يا محمد إن لم يؤمنوا ويقال ولا تحزن عليهم بالهلاك { وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ } ولا تضيق صدرك يا محمد { مِّمَّا يَمْكُرُونَ } مما يقولون ويصنعون { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا يا محمد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } إن كنت من الصادقين بمجيء العذاب { قُلْ } لهم يا محمد { عَسَىٰ } وعسى من الله واجب { أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } قرب لكم { بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } من العذاب يوم بدر { وَإِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لَذُو فَضْلٍ } لذو مّن { عَلَى ٱلنَّاسِ } بتأخير العذاب { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } بتأخير العذاب { وَإِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } تضمر قلوبهم من البغض والعداوة { وَمَا يُعْلِنُونَ } ما يظهرون من الكفر والشرك والقتال { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ } من سر خفي { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } من أهل السماء والأرض { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } إلا مكتوب في اللوح المحفوظ { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } الذي تقرأ عليهم يا محمد { يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } يبين لبني إسرائيل اليهود والنصارى { أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } كل الذي هم فيه في الدين يخالفون { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَهُدىً } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلْمُؤمِنِينَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم } بين اليهود والنصارى { بِحُكْمِهِ } وقضائه يوم القيامة { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة منهم { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبعقوبتهم { فَتَوَكَّلْ } يا محمد { عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } على الدين الظاهر وهو الإسلام { إِنَّكَ } يا محمد { لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } بالقلوب ويقال كأنه الميت { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } بالقلوب ويقال المتصامم { ٱلدُّعَآءَ } دعوتك إلى الحق والهدى { إِذَا وَلَّوْاْ } أعرضوا { مُدْبِرِينَ } عن الحق والهدى { وَمَآ أَنتَ } يا محمد { بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ } إلى الهدى { إِن تُسْمِعُ } ما تسمع دعوتك { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون بالعبادة والتوحيد.